منذ بدء عهدي بمعرفة الناس وعقد اللقاءات معهم، وكلما سافرت وعاشرت، وكلما اكتشفت شخصا جديدا أو كتابا أو مرجعا رقميا، ضمن نسق بحثي أو سعيا في حاجة ومقصد مهني عملي إلا شكّل ذلك منعرجا وفتحا نحو آفاق جديدة لم تخطر على البال.
من تجربة لأخرى تعلمت -ولا أزال- أن الأمور لا تخضع دائما للتخطيط المسبق، إذ يكفي أن نرسم معالم كبرى لهدف نبيل ونسعى في أسبابه، نسأل الله التوفيق ونستحضر معيته ولطفه يقينا وتوكلا، فنرى بأعيننا كيف تتشكل التفاصيل دون قصد منا، وكيف تدنو الآمال بجهد أقل مما توقعنا، وكيف تتحقق الأهداف الصغرى بغير ما أعددنا.
تعلمت أن أبذل أقصى الجهود… أن أطرق كل الأبواب قبل أن أستسلم… أن أنجز وأتحمل ما يحدث في سبيل ذلك… ألا أعض يدا امتدت لي في لحظة ضعف مني… ألا أساوم ولا أبتز… أن أعتذر…
قد تتأخر النتائج نعم، وهذا لاستعجال فينا… وقد تغيب بوادر النجاح مؤقتا ويدب الشك فينا ومن معنا… تصورنا للنجاح ذاته شابه الكثير من التشويه… ورؤيتنا للفشل انحرفت عن أصلها وأصابها الحول…
أجمل ما في الحياة أنها لا تستقر على حال… ولا تتعامل بمنطق رتيب… جمال خفي قد لا يبدو لكل الناس.