أبدأ حلقات جديدة في موضوع التدوين، وهذه المرة أحاول تسليط الضوء على بعض المهارات وتحليل بعض الإشكالات وإيجاد حلول لها وبدائل وفق ما أراه من وجهة نظري الخاصة، مسميا هذه الحلقات بـ” من أخلاقيات التدوين” بادئا هذه السلسلة بهذا العنوان: “لاتكن أنانيا” فما القضية؟ وما محل الأنانية من الإعراب هنا؟

يسعى كل صاحب مدونة ليجعل مدونته قبلة للقراء والزوار، وباختلاف المستويات والأهداف تختلف الوسائل أيضا، مما يصبح المدوّن في حيرة أحيانا بالتوفيق بين التفرغ لتطوير مدونته فنيا وتقنيا، أو متابعة مدونات صديقة له أو في نفس تخصصه، فكيف يتم ذلك؟

أولا علي أن أوضح هنا معنى “المدونات الصديقة”، وهي أنواع:

  • مدونات كان لها الفضل في بدايات مدونتك بالإعلان فيها، أو بالتبادل الإعلاني، وقد حققت لك  – أو مازالت تحقق – عددا معتبرا من الزوار وعرّفت موقعك لأول مرة لمن يزوره الآن مرارا ويتابع فيه كل جديد.
  • مدونات يتابعك أصحابها باستمرار ويقدمون لك الملاحظات البناءة حيث لهم فضل كبير في تطوير مستواك.
  • مدونات لها نفس دائرة اهتمامك، حيث من حين لآخر تجعلها قدوة في بعض الأمور ومرجعا لبعض المعلومات والأفكار.

بعد شرح معنى المدونات الصديقة، أظن أن الرؤية اتضحت أكثر بما أرمي إليه، فعلينا كمدوّنين أن نحافظ على تلك الرابطة بيننا بعدة طرق أذكر منها على سبيل المثال:

  • تقديم النصح والتعليقات على مقالات مدوناتنا الصديقة، ومحاولة متابعتها قدر المستطاع.
  • تبادل الأفكار،بيننا كمدونين وذلك من خلال التواصل، وإثراء مواضيع متخصصة موجودة والإضافة عليها، كأن يكتب مدّون مثلا حول ظاهرة معينة، ثم نأتي ونثريها بمقالة في نفس الموضوع مع الإشارة لما كتب برابط، بذلك نبني على مقال سابق ونتفادى التكرار من الأول دون فائدة. (مثال: موضوع الومضات الإشهارية كتب فيه سابقا الأخ بدر أكرم).
  • الإعلان عن مشاريع بعضنا البعض، وتسويقها بما يجمع حولها المهتمين. (مثال: مشروع خمسات للأخ رؤوف شبايك) كتب عنه العديد من المدونين، وسأخصّص إن شاء الله تدوينة خاصة به في وقتها المناسب.
  • تقديم الدعم معنويا لكل مبدع بالكتابة حول إنجازه مثلا، وتوفير مساحة لمناقشة عمله حيث يستفيد من الأفكار والملاحظات في موقع غير مدونته أيضا.

لكن فيم تتمثل الأنانية من كل هذا؟ وهل فعلا موجودة بيننا؟ أقول: نعم، فأنا شخصيا أحيانا وبمتابعتي لإحصائيات مدونتي أجد متابعين أوفياء مشكورين لا يتركون موضوعا يمر دون زيارته والتعقيب عليه، بينما أنا آتحجج -بيني وبين نفسي- بعدم قدرتي على زيارة مدوناتهم لضيق وقتي!، إلا أن هذا غير واقعي أبدا، فالقضية في النظام، والمزيد من الضبط في استعمال الأنترنت عامة، فلا يعقل أن أقضي أوقاتا في الفايسبوك، وتويتر، ثم أقول لا أجد فرصة في الاطلاع على كتابات أصدقائي المفيدة القيّمة في مدوناتهم.

هذه دعوة لكل مدوّن أن يخصص وقتا من تصفحه للأنترنت بالاطلاع على مدوناته الصديقة، ويعلّق أيضا بما يعود بالنفع عليه أيضا، فالمسألة تحتاج لبعض المجاهدة للنفس فقط، منها نرى مدوناتنا ترقى لمستويات ملموسة، والتفاعل يكبر أيضا، مما يكبر دافع المدوّن نفسه ليبدع أكثر فأكثر.