مدخل: لا يعيش الإبداع ولا ينمو في حالة مستقرة رتيبة.. قد تبدو هذه المقدمة غريبة وغير منطقية حسب ظاهرها، ووفق ما عهدناه في ما سبق.. إلا أني أعتقد صوابها بشكل راسخ أكيد..

في عالم الأعمال لا وجود لنجاح دائم، ولا لطريقة عمل ثابتة، فما قد يصلح الآن لا يؤدي لنفس النتائج في المستقبل، وما قد كان ضربا من الخيال لم يعد كذلك الآن.. ولا يكون كذلك فيما سيأتي.. ولكن كيف ومتى تختفي الممارسات القديمة وتحل محلها أفكار جديدة كليا؟

ربما تتبادر لأذهاننا المنافسة.. وفعلا هي كذلك، ففي البيئات التي تشتعل فيها المنافسة يظهر الإبداع وتعتبر كل الاحتمالات مفتوحة وقابلة للتجربة والاختبار.. وباعتبار أن المنافسة صنف من الأزمات التي تصيب المشاريع فترهن نتائجها وتهدد أهدافها.. إلا أنها تبقى أزمات خفيفة وفي مجال ضيق مؤقت لها حلول كثيرة ومتاحة..

بينما الأزمات التي تضرب الجميع، وتهدد الأغلبية.. تفرز واقعا مغايرا تماما، بين مشاريع مستسلمة.. ويائسة.. ومعلنة لإفلاسها من الحلول والأفكار وبالتالي الأموال.. هنا فقط تنهدم تصورات أساسية قديمة وتحل محلها أخرى جديدة.. تظهر أماكن شاغرة في الصدارة.. وتسنح الفرصة لجيل جديد من المشاريع، بذهنية تستجيب لتحديات الواقع، وتفهم أكثر لغة العصر..

عام 2020 يشهد انطلاقة موجة أخرى لعالم الأعمال.. بقواعد مغايرة.. يقودها جيل من رواد الأعمال ممن أدرك الواقع بما فيه، وأعد العدة لما يأتي بوسائل هذا العصر ومتطلباته.. بالرقمنة، والشفافية، والذكاء البشري والاصطناعي، وتحليل البيانات.. بالتشارك، والتكامل.. بذهنية فريق العمل.. بروح مبدعة متجاوزة للمألوف والمعتاد..

يتبع..