الناس من حولنا درجات، والعلاقات تيار متبادل، فيها معاني الأخذ والعطاء معا، وكلما كان التوازن فيهما متاحا طالت العلاقة وامتدت، وحكيم من شبه الناس بالهواء والماء والدواء والداء! فما القصة؟

من الناس من تجدهم كالهواء لا يمكنك الاستغناء عنه مهما كانت ظروفك وحظوتك، هواء نقي لا يخذلك أبدا، أما آخرون فهم كالماء نحتاج إليهم من حين لآخر، فهم نبع صاف لا يشوبه ما يكدّره، وصنف آخر هم كالدواء، تجدهم في وقت الحاجة إليهم، وهم بلسم الشفاء، وسبيل الفرج.

أما الصنف الأخير فهو الخطير، هم المشبهون بالداء، القرب منهم مرض، وحضورهم سقم وعلّة، إلا أن لنا مسؤولية تجاههم، وهي أن نحاول إيجاد السبيل إليهم ليرتقوا لمراتب أفضل، فالكثير منهم بمجرد قول أو فعل يتحولون لأفضل دواء، وواقع علم الطب يثبت ذلك، لو علمت أن سم العقارب والأفاعي من أجود أنواع الدواء حاليا، بعدما كان لفترة طويلة أخطر داء!

الشاهد من هذا كله، أن نعلم ونقتنع ونتحرك في إطار هذه القناعة، بأن الصداقة والعلاقة الإنسانية أبدا ما بنيت من طرف واحد، فاخفض حناجك لمن اتبعك وتواضع لك، فاليوم قد اتبعك في شأن، وغدا أنت من تتبعه في شأن آخر، لا تجعل أناك تعلو وتغلب حِلم من حولك، فيهجرونك دون إذنك، وحينها لن ينفعك علمك ولا ما عملت.

نسأل الله أن يجعلنا ممن يؤدي حقّ ويعترف بجهد من حوله، ويقدرهم حق قدرهم، نقولها مرارا، لكن هل وعيناها حق الوعي؟

مقالة منشورة في موقع: مزاب ميديا