يوما بعد يوم تتجسد معالم الأزمة الاقتصادية وتنكشف صورتها بشكل أكثر وضوحا، وهذا ما يجعل الأسرة والمجتمع أمام تحديات كبيرة تؤثر في شبكة علاقاته، وتختبر قيمه، وتمتحن شعاراته وقناعاته..
المؤكد أننا نشهد ظروفا استثنائية لا تبشر بخير، ولا ينكر عاقل مدى تأثير انحسار الموارد المالية على الأسرة، ولكن بالتكافل والتضامن، وحسن التدبير، والاستعداد للقيام بتضحيات معتبرة، والقابلية لتغيير عادات متجذرة مألوفة سنجتاز المرحلة بعد أن نتأقلم معها، وهكذا الإنسان..
علينا أن نحصي مصاريفنا الكمالية، ونتجنب كل مظاهر البذخ والترف، في مأكلنا ومشربنا وملبسنا، ونفكر بذهنية أكثر نضجا والتزاما.
علينا أن نلتفت لمن حولنا، ونمد يد العون بما جادت به أنفسنا، نقتسم اللقمة، ونتشارك المؤونة، ونتواصى بالصبر والاقتصاد في النفقة.
علينا أن نتحلى بالمزيد من المرونة، ونتقبل أي تغيير في سلوكنا، واختياراتنا، وحتى تخصصاتنا ومجالاتنا، ونبتكر نماذج عمل جديدة نستجيب لحاجة اجتماعية دون استغلال، وتلبي لنا ولمن معنا مصادر دخل كريمة.
علينا أن نتحلى بالهدوء والرضا أمام هذه الأوضاع ولا نتصرف بأنانية ولا تهور ولا جشع، وأن نسبل أنفسنا لخدمة غيرنا، وأن نخفض جناح الذل من الرحمة لكل ذي حاجة.. ونتوكل على الله فهو الرازق الحافظ الرحيم..
الأصل في العيش هو الاقتصاد في النفقة، والذكاء في تسيير الموارد، ومن تعود على ذلك سينجو بنفسه وأسرته، وسيغدو عاملا إيجابيا في المجتمع، يبني ويضيف وينتج.. فالجميع الآن في حاجة للجميع..