تتساءل المجتمعات أفراد أو مؤسسات عن معايير المشروع الاستثماري الناجح اجتماعيا، هويته ومعالمه، مقوماته ومبادئه، أدواره ومقاصده، فضلا عن الشروط التقنية والمهارات الإدارية التي يكتسبها المستثمر بالتكوين والممارسة والتجربة.
المشروع الواعد هو ما بني على حاجة اجتماعية، يكسب من خلالها المستثمر قوته الذي يكفيه ومن معه، ثم يحقق بعدها فائضا معتبرا ينفقه فيما حوله من أبواب الخير كالتزام راسخ، وإسهام واع في نمو المجتمع وسد ثغراته وحاجاته.
المشروع الاقتصادي الناجح هو ما جاء ليسهم في حل إشكالات يعاني منها المجتمع، لا أن يكون سببا في إشكالات جديدة، كأن يقوم بهدم قيم إيجابية متجذرة، تكلف المزيد من الجهد والوقت والمال لرأبها ومعالجة آثارها.
المشروع المطلوب هو ما حافظ على هوية المجتمع بدوائرها، وسعى لتمكينها أكثر بوعي وفن، مشروع يمتلك شخصيته ويستمد أفكاره من ذاته، يرسم طريقه وفق رؤية مقاصدية طموحة، ولا يستورد من خارجه سوى التقنيات والآليات التي تجسد رسالته دون ذوبان أو انسلاخ .
يعم الخير والنماء وتتجسد الحضارة ما إن كان يدرك المستثمر دوره وحجمه ويعتقد بأنه في خدمة المجتمع، يستظل بظله، ويستنير بنوره، يبذل جهده في خدمته، ولو تنازل عن مصلحة مادية شخصية حفاظا على مصلحة معنوية جماعية.