يفترض المستثمر أساليب وآليات ويختبرها بقرارات وخيارات في أعماله ومشاريعه، حتى إذا مر عليها الحول، يقيّمها ليقرر إن كان ناجحا أم فاشلا فردا ومشروعا، فإن كانت النتائج مشرفة فرح وافتخر، وإن جاءت على غير المتوقع تحسّر وبحث عن البدائل.
التقييم عادة ما يكون من زاوية الأرقام والمؤشرات المألوفة كالربح ونمو رقم الأعمال، وحيازة نصيب معتبر متزايد من كعكة السوق، ولكن هل هذا هو النجاح فقط؟ ماذا عن مؤشرات أخرى معنوية غير محسوسة؟
للإنسان واجبه من الاجتهاد وبذل وسعه في تحقيق الأهداف، لكنه في الواقع يتعرض لعوامل وظروف قاهرة خارجة عن قدرته وتحكمه، كالبيئة والسياق والموارد البشرية المساعدة له، والمادية المسخرة له، لذا فكل مقارنة هنا بغيره تكون جائرة غير عادلة.
مؤشرات كالصحة النفسية والبدنية، ونسبة الخطأ وحوادث العمل، ونمو العلاقات وانسجامها وحسن سيرها، ومدى اكتساب المزيد من المعارف والخبرات، والتمكن من التقنيات والمهارات، كلها مؤشرات قياس تؤثر في النتيجة بعمق ودقة.
لكل مشروع وفكرة نتائجها العاجلة، وآثارها الآجلة، وكم من مشروع أبدى في بداياته نجاحا عاجلا، وهو يخفي وراءه فشلا آجلا، وكم من فكرة أظهرت خيبة وتأخرا في النتائج، بينما تحكي قصتها جمال النهايات وحسن الخواتم.