تروي التجارب قصصا أبطالها حققوا الثروة، قصص نشاهد فيه كل مرة نموذجا جديدا ينصح بأشياء ويحذر أو يتحفظ من عادات وخطط تبدو مألوفة غالبا، مما يطرح أسئلة كثيرة عن جدوى تلك الخبرات الجديدة ومدى نجاعتها وصوابها.

هل النجاح في الاستثمار يبنى على منهج واضح، وطريق معلوم سلفا؟ إلى أي درجة يمكن تصديق قصص النجاح المغرية وجعلها نماذج للاقتداء؟ ما الذي علينا السير على خطاه وما الذي نتركه لإبداعنا وبصماتنا الذاتية؟ هل النجاح في الآليات أم في المبادئ؟ في الوسائل والبيئة أم في المنهج والأسلوب؟

أسئلة كثيرة تطرح باستمرار، وتطرق ذهن الباحث عن الوصفة كلما مرّ عليه طيف قصة نجاح هنا أو هناك، يتساءل من أين يبدأ؟ وكيف؟ فإن حاول التقليد تعب ولم يصل، وإن أراد استنساخ التصرفات والقرارات سقط فيما يشبه البحث عن الكنز بخريطة مبتورة، لنقص المعطيات وقلة المعلومات.

لكلّ فرد ظروفه وخلفياته، ولكل مجتمع سياقه وثقاقته، لا وجود لوصفة جاهزة متوفرة في السوق للبيع أو الإهداء، إنما هي مسارات متكاملة، واجتهادات تمزج بين تراكم التجربة وخوض محاولات جديدة بمنطق المغامرة حتى لو تطلب الأمر السباحة عكس التيار.

الاستثمار الفعال هو ما بني على المرونة والتأقلم، لا ما جاء تقليدا مملا، وقالبا مستوردا، وخطة رتيبة نسجت تفاصيلها عن بعد.