تتنوع مضامين المدونات وتختلف باختلاف التخصصات والاهتمامات، وربما نجد في المدونة الواحدة أنماطا من الطرح وتنوعا في التعامل مع فن التدوين، هذه المرة أحاول ذكر بعض الأنواع التي يتطرق لها المدون مع شرح مبسط لها، بينما أترك التفاعل لكم وإبداء الرأي وإثراء النقاط المذكورة فيما يأتي:

1- سرد أحداث خبرة أو حدث معين: كنا فيما مضى نجد أشخاصا يعتمدون دفاتر وأقلاما لكتابة تفاصيل عن حياتهم ويومياتهم وبظهور التدوين تطورت الفكرة إلى خطوة أخرى وهي مشاركة هذه المذكرات مع القراء والزوار، والغرض من هذا يختلف من حب إطلاع الغير على خبرات يراها المدون مسؤولية عليه تبليغها، ومنها ما تكون على شكل أخبار كزيارة لمعرض قام بها المدون مثلا، وهذا النوع من المقالات مفيد جدا للقارئ لغزارة المعلومات والخبرات المرفقة فيها، طبعا إن أحسن الكاتب سرد الأحداث جيدا.

2- تقرير عن حضور ندوة أو مؤتمر أو حدث علمي: طبعا فلا يتسنى لكل شخص الحضور في فعالية معينة بمجرد الإعلان عنها ولكن يجد ضالته في مثل هذه التدوينات التي يأتي أصحابها بتفاصيل من قلب الحدث مرفقون بالصور غالبا، أما عن جودة المعلومة ودقتها فتعتمد على شخصية المدوّن نفسه.

3- التعليق على قرار أو فكرة معينة: وهناك من الكتّاب من يدون انطلاقا من أحداث وقعت، أو قرارات صدرت سواء من أعلى منصب في دولته أو من مصدر آخر، إلى أبسط من ذلك كقرار اتخذه والده أو صديق له، ليدون مؤيدا أو معارضا وفق أدلة وحجج يعتقدها ويستنتجها، ويمكن أن تكون المدونة لكاتب جمع مقالاته الصحفية التي ينشرها في مختلف الوسائل الإعلامية.

4- نشر مشروع واستقصاء آراء القراء: هذه النوع من التدوين يترك انطباعات جيدة لدى القراء فالكاتب يطرح مشروعا بعدما فكّر فيه ووضع خطوطه العريضة ويطلب العون بالرأي وإثراء الفكرة من زواره وقرائه، خاصة المتابعين، فتنهال عليه الآراء بمختلف مستوياتها ليحصل على كم هائل من الأفكار التي تخدمه وتخدم كل قارئ لها. مما يشعرهم بكونهم مشاركين في نجاحاته.

كما يستفسر أحيانا المدون عن أمور تخص حياته الشخصية أو المهنية، ويجد الإرشاد والنصح من مختلف الزوار فيحدث تبادل للمنفعة بينه ككاتب وبين الطرف الآخر كقارئ. بعدما تعود ذلك القارئ على استعمال المدونة والاستفادة منها يجد فرصة لرد الجميل أيضا بنصيحته وخبرته.

5- قصص النجاح: تعتبر الأكثر جذبا للقراء حيث يكثر المتفاعلون مع هذه التدوينات، فيبدع صاحبها في سرد أحداث ومحطات من مشوار حافل بالنجاحات والإخفاقات، سواء لشخص بعينه أو مؤسسة، وفي الأخير يتم استخلاص العبر وتناقش بعض التفاصيل التي تستوقف القارئ من خلال التعقيبات.

6- الدورس والعروض التقديمية: أصحابها ذوي اختصاص في مجال ما ينشرون سلسلة من الدروس ويتفاعلون مع الزوار الذين يطبقون تلك الدروس ثم يعودون بأسئلتهم وانشغالاتهم، مما يحقق هذا النوع من فوائد كبيرة فليست مجرد تدوينة تقرأ وكفى ولكن يمكن المناقشة والسؤال للوصول للحلول.

7- تعريف تقنية أو مهارة جديدة: نجد هذه التدوينات عادة في أخبار التقنية الجديدة التي تسير بخطى متسارعة، أو مدونات البرمجة، وما حولهما في تخصص الكمبيوتر وجديده. كما يمكن أن تكون لأمور أخرى كالتصوير الفوتوغرافي، والمهتمين بالزراعة المنزلية مثلا أو الأشغال اليدوية… فيكتفي المدون بتقديم لمحة عامة عن المهارة أو التقنية الجديدة.

هذه بعض الأنواع وليست كلها، فهي على سبيل المثال لا الحصر ومما أراه بعيني المجردة، فأرجو من قارئ التدوينة ذكر الأنواع الأخرى التي لم أذكرها هنا، وكذلك تقديم أمثلة حية لمدونات في زاوية التعليق أدناه.

التدوينة منشورة أيضا في موقع ميديا فيكوس أيضا