المتأمل في حياته وحياة الناس حوله يرى ذلك التباين في طريقة أداء الواجبات والحصول على الحقوق، اختلاف واضح في الشكل وفي الأداء وفي المسببات وفي النتائج، لماذا تفتح الأبواب أمام فلان بمجرد وصوله إليها، فيما لم يبرح ذلك الشخص مكانه رغم إلحاحه ورغم طول مدة دقه الأبواب؟
بالطبع هناك عدة أسباب في هذه القضية، إلا أن سببا مفصليا يختصر المسافات ويطويها، وهو اكتساب مهارات وأخلاق التواصل.
لماذا هي مهارات؟ وكيف أنها أخلاق كذلك؟ فعلا فالتواصل فن لديه أصوله وأسراره، من أحاط بها فقد خطى خطوات مهمة جدا في قضاء مآربه وتحقيق آماله وأهدافه، وكذلك هو أخلاق فحسن الأخلاق يفتح القلوب ويمهّد الطريق.
من أسس التواصل معرفة مزاج وحالة ونفسية من علينا التعامل معه، فمن التجربة قد وجدت كوارث في هذا الموضوع إما عن جهل، وإما عن تجاهل، وكلاهما يؤدي لضياع المآرب والمصالح.
الحديث عن التواصل يجرنا لأمثلة عدة كالموظف مع مديره، والزوج وزوجته، والتاجر والزبون، والمواطن وعون الإدارة في مصلحة ما، وطالب وظيفة ومؤسسة ما، وبين الطالب والأستاذ، وبين صاحب المشكلة ومن بيده الحل…إلخ والعكس كذلك، فسواء كنت في موقف الحاجة أو موقف قوة يحتاج إليك غيرك، فحسن التواصل واعتبار طبيعة ومكانة المخاطب شخصا كان أو منظمة هو مفتاح الوصول لهدفك، لذا فاحرص على أن لا تتكلم إلا بما يخدم سبيلك دون كذب طبعا.
ومن أخطاء التواصل أيضا أن تتحدث في موضع الكتابة أو تكتب في ظرف يكفي الحديث فيه فقط، هي مهارات عليك اكتسابها بالقراءة عن الموضوع أو السؤال، وإلا فإنك ستتعلم ميدانيا بعدما تتكبد خسائر معتبرة، وحينها لا ينفع كثيرا ما تعلمته لأن الوقت قد فات!
مقالة منشورة في موقع: مزاب ميديا