ما يفعله الشعب الجزائري هذه الأيام لا تسعه المفاهيم البالية للثورة، ولا تحتويه المصطلحات المستهلكة لحراك الشعوب.. لا يدركه من لازال متمسكا بالقواميس القديمة المستعارة من هنا وهناك.. لا يفهمه الجميع بنفس المستوى من الفهم وليس عليهم أن يفعلوا..
هكذا هي المحطات التاريخية الفارقة.. أحداثها غير مكررة.. وليس عليها أن تتكرر.. ليس عليها أن تستمد قالبا جاهزا من الشرق أو الغرب.. أو تقلد نموذجا من الشمال أو الجنوب..
الشعوب التي تستفيد من تاريخها ستنتصر.. التي تعتبر من آلامها ستتجاوز الأزمات.. ستدفع في سبيل ذلك ضريبة التأخر ربما.. ستبذل جهدا مضاعفا لتلد من جديد.. لكنها تلد من جديد..
رغم المعارك الجانبية.. رغم البوادر الفجائية.. رغم الكر والفر.. رغم المتسلقين.. رغم المهرجين.. رغم المتعنتين.. رغم الخائفين.. رغم الشامتين.. رغم كل ما من شأنه أن ينحرف بالمطالب المشروعة نحو مسارات يسارية أو يمينية..
أجمل ما فيما حدث لحد الآن.. وعي الشعب بأمانة الوطن.. التحلي بالحِلم وطول النفس.. عدم الانجرار وراء الاستفزاز..
هل ستبقى ذلك؟.. آمل ذلك.. وأعتقده..
نسأل الله السلامة للوطن.. والعقل والحكمة لمن في يده الأمر..!