السياحة ليس لها موسم معين أو وقت محدد، وإنما يمكننا أن نمارسها في حياتنا العادية، ونستحضر أسسها في كل تصرفاتنا اليومية، فتنقلنا من البيت إلى العمل سياحة، ولحظاتنا التي نقضيها في المكاتب سياحة أيضا، حتى حينما نتسوق أبسط حاجياتنا فيمكننا اعتبار ذلك نوع من أنواع السياحة.
بحواسنا ندرك مدى استمتاعنا وتذمرنا مما حولنا، وربما قد سمعنا بمصطلح التلوث السمعي، حينما يكون هناك ما يؤثر سلبا على آذاننا كالضوضاء، هذه المرة أتحدث عن السياحة البصرية، هي أمور تعودنا عليها حتى أثرت سلبا أو إيجابا على شعورنا وتفكيرنا وحتى درجة إبداعنا.
كثيرا ما نربط جمال البيئة ونظافة الحي وزقزقة العصافير وخرير المياه بصورتين نمطيتين، أولاها ظروف العيش الأوروبي أو الأمريكي، وثانيهما حياة الترف والبذخ في المنتجعات السياحية وفنادق الخمس أو السبع نجوم، لكن في حقيقة الأمر هذه برمجة خاطئة ومغالطة واضحة، فكل منا يمكنه أن يجعل من غرفته أو بيته أو حيه نموذجا أوروبيا أو فندقا لا متناهي النجوم!.
لنبدأ رحلة السياحة البصرية بالخروج صباحا للعمل، فمنظر الحي الجميل تكدره أكياس القمامة المتناثرة هنا وهناك، تجعل ابتسامتك في وجه جارك تضمر وتختفي، وتحيته الصباحية اللطيفة ينقصها ما يكتمل به المشهد الإيجابي المساعد على الحيوية واستقبال نهار مليء بالنشاط والحيوية، فانظر أثر رمينا للقمامة في كل مكان وزمان!
ونحن في طريقنا للعمل سواء راجلين أو بالسيارة أو بالحافلة، نشاهد أمام ناظرينا ذلك السائق يرمي علبة أو كيسا من نافذة سيارته، هو تصرف مشين في حقيقته إلا أنه أصبح من العادات التي تبلد بشأنها الحس وتجعلنا لا نحرك ساكنا تجاهها، ثم نتساءل عن ذلك الكم من الأوراق والأكياس وبقايا علب البلاستيك على جوانب طرقنا ومالحل وو…!
مشهد الحافلة المكتظة بركابها يجعلنا أيضا أمام أمر غير اعتيادي فطريا، أليس من الأجدر بالركاب أن يكونوا جلوسا كل منهم يقرأ جريدته أو كتابه بكل راحة؟ ولو خضنا في التفاصيل أكثر لجئنا لمن يدخن سيجارته في الحافلة مع أن لافتة تبعد عن عينيه بضع سنتمترات تمنعه من ذلك!، زيادة لمنظر مرأة عجوز أو رجل واقفين بجانب شاب أو شابة يافعين جالسين بكل راحتهما!
لننزل من الحافلة ونتوجه صوب عملنا راجلين لبضعة أمتار، فنجد ذلك التاجر قد غزا الرصيف ببضاعته، يلزمك بالسير في طريق السيارات، وإن نظرت إليه مبتسما تنوي تحيته لمزك بعينيه مستكرا ولسان حاله يستفسر: ألم يعجبك الأمر؟ (هو ليس تصرفا عاما، ولكنها حالة من الحالات، فهناك من يفعل ذلك ويبتسم لك غير مستشعر لخطئه).
استعمالنا لمكاتبنا وأماكن عملنا طيلة الدوام ورأيتها غير مرتبة تنسف ما بقي من رصيد الحيوية لدينا، فالعمل في مكان مريح ليست مهمة مستحيلة، كما أنها لا تعني أحدا غيرنا، فتوفير شروط النظافة والصيانة في مكاتبنا قضية متعلقة بسلوكنا نحن بالدرجة الأولى، لذا فليس من الصعب إنفاق وقت وجهد بسيطين في سبيل العناية بما يسر أبصارنا ويريحنا لإنجاز أعمالنا ومهامنا!
في تسوقنا لحاجياتنا الضرورية والكمالية، ندخل أسواقا شعبية فنرى بقايا الخضروات والفواكه مرمية تحت الأقدام، قبل أن يكون الأمر مرفوضا دينيا فهو مستنكر حسا وذوقا، ويجسد كل معاني التلوث البصري، وكذا المشهد المتكرر لصندوق صنف معين من السلعة ممتزجا بين الجيد والرديء (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا)، مع أن مقدمته تجعلك تسارع إليه لتكتشف زيف الواجهة بسوء المحتوى، وفي اكتشافنا لخداع التاجر في الميزان أيضا استعمال خاطئ للثقة، مما يضع أعيننا دائما في درجة التأهب حينما نصل لمرحلة وزن البضاعة!
في بيوتنا أيضا ترتيب مرافقها ونظافتها من العوامل المهمة في ممارسة السياحة البصرية حتى إن نحن فقدناها في خارجها، كما في النظر لوجوه أمهاتنا وزوجاتنا وأبنائنا بابتسامة صادقة وقع كبير جدا علينا وعليهم نفسيا، واستمتاعنا بتحضير أطباقنا ووجباتنا والتمعن في مائدة طعامنا -واستشعار النعم- قبل الشروع في تناولها فن وإحساس خاص لمن يتقن السياحة البصرية.
نظافة السيارة، وتوفير النباتات في بيوتنا وأماكن عملنا، وتعهدها بالسقاية، وإعانة طفل أو عجوز على قطع الطريق، وإرشاد سائل عن أي وجهة نعرفها، أو حمل حقيبة أو قفة ثقيلة على أي كان كلها مشاهد بسيطة يومية تعزز لدينا حسا سياحيا بصريا، وبالتالي مزاجا مناسبا للإبداع والتفكير في أمور أكبر وأفضل.
كما أن مشاهد التلوث البصري كثيرة لاحصر لها في حياتنا اليومية، وتغييرها في يدنا بالدرجة الأولى دون تعليق الشماعة كل مرة على الحكومة أو البلدية أو الغير -ولو كانوا يتحملون جزءا منها-، فلنبدأ بإصلاح أنفسنا في تفاصيلها الصغيرة لتتصلح سلبياتنا المستعصية شيئا فشيئا…
وأنا أبحث في الموضوع اكتشفت تقاربا كبيرا بين ما وددت الكتابة عنه ومصطلح “قرة العين” الذي ورد في القرآن والسنة النبوية، لا أدري هل ينطبق ذلك على السياحة البصرية، المهم أنه يدل على ما يسر النظر ويكسبه المزيد من الطمأنينة، فهذه قضية للبحث أكثر!
صف لنا مشهدا تصادف أو تكرر معك يعزز مفهوم السياحة البصرية؟
Comments (17)
في كل مرة أنزل للشارع أقول لنفسي أنظر فقط للأشياء الجميلة وأركز عليها يعني شارع نظيف حديقة جميلة محل مرتب, وأحاول اني ما أشوفش الحاجات السيئة,لكن زي ما بتقول مشاهد التلوث البصري كثيرة جدا, أهم شيء ينقصنا وخصوصا في الشوارع والأسواق النظافة والنظام,يا رب أعنا على إصلاح أنفسنا, شكرا جزيلا
نعم الأمر مقلق من جهة، ومن جهة أخرى نجد أن كثيرا من الحلول بأيدينا، فلنبدأ بأصغر محيط لدينا لتكبر الدائرة شيئا فشيئا، أعاننا الله على الخير
مقاربة نظرية مهمة يا جابر… لكن التطبيق ليس بالأمر السهل… فمنظومة السلوكيات السيئة تحتاج إلى ثورة لتغييرها.
صحيح يوسف، التطبيق ليس سهلا، إنما مهمتنا نشر التوعية دون ملل، فأبدأ بنفسي ومن حولي وستتصلح الأمور يوما ما بالتأكيد.
يةسف بعلوج جابر اخوتي كنت الان اعد نظاما صغيرا في راسي لتطبيقه في ابتدائية صغيرة . واذا بي اجد موضوع كهذا نفس الطرق المميزة في التفكير اه اه اه لو يجتمع الكثير من الشباب الحر وتنفيذ افكارهم طبعا بتسهيل من اصحاب القرار والمناصب مثل الاميار والولات ومديري المؤسسات .
جابر : لو يعرف بعض من شبابنا جمال بلادنا لما ذهب الى …. من بلدان اخرى ولكن يبقى ما طرحته حقيقة لا هروب منها .
فعلا فهناك الكثير ممن يريد الخير لنفسه ولغيره، وفقك الله في مسعاك، فخير ما تفعل هو بث الوعي في الناشئة الصغار، فهم أمل المستقبل وأي خير سيأتي منهم، وطوبى لمن خلقه الله للخير وأجرى الخير على يديه.
بارك الله فيك، طرح جميل لشأن مهم في حياتنا(بنظري) لأن الجمال صفة المؤمن والأخلاقيات الذوقية جزء لا يتجزأ منه، وكل ماسبق وتفضلت بذكره أعتبرها من الأعمال الصالحة التي جاء الاسلام ليوظفها فينا وليحقق بها سبب وجودنا بعد الايمان بالله {ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا}.
والإنسان متبلد الإحساس لما يالفه ويتعود عليه، كما ذكرت بالتبيهات والتوعية ، ومحاولة البدء بذواتنا سنتعود على الترتيب والنظافة والإتقان …
الشئ الذي أود ان استزيد فيه كيف نجعل مثل هذه الصفات الحسنة نابعة من داخل أبنائنا فتكون جزء من شخصيتهم
مرة أخرى جزاك الله خيراً وشكراً
شكرا لك على التفاعل مع الموضوع، بالنسبة لأبنائنا فعلينا أن نربيهم منذ بدايات إدراكهم على وضع الأشياء البسيطة (مثل لعبهم) في مكانها بعد الفراغ من اللعب أو نفس الأمر فيما يتعلق بأواني طعامهم، وحتى ملابسهم وأحذيتهم و… إلخ، كما في المدرسة أيضا تتواصل التربية الجمالية وترقية الذوق ليكون سليما كنظافة الهندام والكراس وحسن ترتيب المحفظة وما إلى ذلك مما يزيد من رصيد الطفل في هذا المجال.
تركيزنا يجب أن يكون على النشء، فمنهم يأتي الخير إن شاء الله.
أخي جابر أحييّك و أحيّي فيك حسّك و فيض قلمك .. وما هذا الموضوع إلاّ من المواضيع التي كام ذكرت صارت لكثرتها تبلّد الحس وتتحول السلوكيات إلى عادية لا شيء فيها ، ولعلّنا نتساءل عن شعور أي كان كيف هو شعور سكان حي أو شارع أو قرية أو تجار سوق شعبية إذا هم قاموا بحملة نظافة واسعة لمنطقتهم كيف يشعرون بالراحة والطمأنينة ويستشعرون في ذلك القيم الاجتماعية السامية “الغائبة” .. إذا ماذا لو كانت هذه الحملات يومية وتلقائية كلّ في حيّزه على ان لاتفقد هذه الحملات وزنها وبريقها التكافلي .. ولعل لسكان المدن الداخلية والصحراوية تجارب رائعة جديرة بالاهتمام .. شكرا لك
نعم مصطفى فسكان المدن الداخلية أكبر اهتماما مع أن التسمية الظاهرية ترمز لعكس ذلك (الحضر والريف) فلا حضارة إلا في الريف حسب ما نشاهد.
أذكر النشاطات التي تقوم بها الجمعيات وفريق الكشافة في تنمية حس البيئة والنظافة لدى روادها، فعلا مجهودات يشكرون عليها.
أخي جابر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال رائع وجميل بقلم مبدع وذكي بلمسة فنية … تدلّ على حسّ صاحبها وتخصّصه.
يقول تعالى: “فسيحوا في الأرض…” الآية-أول سورة التوبة،
بداية، عنوان المقال جذابٌ جدّا يا جابر “السياحة البصرية – قرة العين”، لكن ما معنى “قرّة العين” في اللسان العربي…؟ نعلم أن الحرّ والقرّ متضادّان، وإذا علمنا أن دمع الإنسان نوعان: دمع حزن ودمع فرح، فالأول حارّ والثاني بارد، والنتيجة أنّ قرّة العين تعني أنّها دمعة باردة (البرد=القر) تسكبها في نشوة من الفرح أو الفَرَج (ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين-الآية من أواخر سورة الفرقان)… فلنسْتَمْرِئ هذا المعنى معا ولنتَمَلّاه..
ثانيا، أعجبتني -جدّا – الصورة في أعلى المقال… حقّا إنها عيون بريئة تسيح ببصرها في عالمها الجديد، تكتشف ما حولها بكل تفاؤل .. دون أيّ خلفية!!، فربما من الحكمة -أحيانا- أن ننظر إلى ما حوالينا بنفس العيون!!، أقصد: بنظرة كأنها النظرة الأولى في حياتنا، بكل تفاؤل ودون أي خلفية، لكن بعيون الصغار وعقول الكبار -طبعا، وبكل واقعية.
ثالثا، أمثّلُ لقضية أشرت إليها أخي جابر، قضية أنّه يكفي -بدءا- أن نصلح فقط ما بأنفسنا … ليصلُح الواقع، والمثال هو تلك الحجرة التي نراها تسقط في بركة ماء فتنتشر بسببها أمواج تتوسع شيئا فشيئا، فمهما كانت بساطة الحجرة فستحدث حتما حركة في الماء، ومهما كان فعلك الإيجابي بسيطا فسيحدث أثرا في الواقع، وسيكبر الأثر بكِبَرِ حجم الحجرة (…) وبقوة سقوطها في الماء وبالتالي الفجوة الآنية المشَكَّلة (…)؛ وربما من الواقعية التذكير بحتمية تبلُّل الحجرة ( التأثر بالواقع)… وهذا نسبي حسب نوع الحجرة.
ختاما، ذكرني المقال بقوله تعالى:”وربّك فكبّر، وثيابك فطهّر، والرّجز فاهجر، ولا تمنن تستكثر، ولربّك فاصبر”، فلنقرأ الآيات الكريمة في ضوء السياحة البصرية … يقينا ستتجلى لنا معانٍ غاية في الأهمية.
… شكرا أخي جابر على مدونتك الزّهية وتدويناتك البهيّة… أحببناك -في الله- من خلال قلمك، والسلام.
أهلا أخي محمد، إسقاطاتك رائعة جدا، قد زادت للمقال ثقلا آخر، أنصح كل قارئ في المدونة أن يعتبر تعليقك هو صلب الموضوع، وماكتبته أنا سوى تعقيب! شكرا جزيلا لك.
كلام سليم أخي الكريم ..
وإذا لم نحرك ساكنا فلن نشاهد بحياتنا سياحة بصرية ..
والسياحة البصرية يستطيع الشخص دون الآخر أن يفعلها .. “بمبادئه” كلما كانت دينية وانسانية أكثر يستطيع أن يحقق سياحة بصرية أكثر ..
يجي واحد يقلك والله الشوارع والمرافق العامة .. مابتساعد على الحيوية تعال شوف سيارته بتلاقيه أصعب من الشارع ..
المهم خليني أذكر موقف بزيد من الحيوية والطاقة بشكل كبير جدا ..
وهو أن تدخل المسجد وترى صفوف المصلين كثيرة ..
ولتعرف هذا أكثر تذكر عندما تخرج من صلاة الجمعة كيف يكون إحساسك كيف يكون نطرتك للأمور .. يكون قلبك أوسع .. جوارحك أنشط ..!!!
وأكثر أول أسبوع من رمضان أو عندما تصلي في الحرم “نشاط – حيوية – تفكر – سياحة بصرية قوية ..-
– الصدقة من القلب عندما تتصدق كيف يكون شعورك .. !؟ إحساسك .؟!
كل هذا يقوي حيويتك وبهذا تزيد قدرتك على السياحة البصرية الإيجابية ؟.!
ولا يقتصر ذلك على الأشياء الدينية لكنها أساس ..
أيضاً
أن ترى ابنك يساعد عجوز أو أعمى أو .. .. تفرح وتشعر شعور راائع ؟؟؟ أسألوا الأباء بكونوا أعلم مني بالشعور لإني ماصرت أب… 🙂 !!
بالنهاية – نستطيع أن نجعل الأشياء التي نراها دهبية ونمتع أنظارنا وذلك عن طريق إعطاء كل فعل من أفعالنا حقه من الوقت للإنجاز قال عليه الصلاة والسلام :” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه ”
بالفعل لو الي عم يزفلت الشارع عمل بالحديث والمقاول التزم بالمواد .. والكهربائي اشتغل شغل صح بالإنارة مو حط تجاري وأي موديل .. ومن ناحيتك كنت مؤدي واجباتك الدينية والبيتية – لأهلك .. زوجتك .. أولادك – مافي شك رح تكون نفسيتك مرتاحة = حيوية عالية = نظرة ذهبية للكون = سياحة بصرية راائعة
مشكور أخي جدا على موضوعك الدهبي .,.
واعذرروني على الإطالة:)
بارك الله فيك ونفع بك
أهلا عزيزي، كلمات من ذهب، شكرا لك، نفع الله بنا جميعاـ تحياتي
السلام عليكم،
كن جميلا ترى الوجود جميلة مقولة لا تعني أن لا تحاول تجميل ما حولك كي تراه أجمل.. أعجبني كثيرا تسلسلك في الطرح خصوصا وصف الدواء في الأخير باختصار متقن بعد تشخيص الداء.
نزعة الخير التي هي بداخل أمثالك هي ضمان لبذرة النقاء في التلوث المحيط بنا من كل جانب، كما استفدت من تعليقات الإخوة خصوصا الأخ ع محمد مشكورا.
في النهاية كل شيء يبدأ بأفعال صغيرة إيجابية أو سلبية وبتكرارها تصبح نمطا أو عادة ثم بالتكرار و التجاهل تصبح ثقافة فردية فثقافة مجتمع، هذه دورة التلوث السلبي و الجميل أنها نفسها دورة التنقية، فلنبدأ بخطوة الفعل الصغير شعارا لأيامنا القادمة.
أشكرك و أستفيد منك دائما
باسم أشكر تفاعلك مع الموضوع، وأفرح لتكل تعقيب منك لكونه يضيف إضافة نوعية، وفقنا الله للخير آمين.
شكرا لك اخى الكريم على هذا الطرح الرائع