رجل من الجنة تجلت فيه كل صفات الوقار والهيبة والأناة، رجل يزن خطواته بدقة، ويرى بنور بصيرته، يسلب قلب كل من عاشره بحزمه وعطفه خاصة في تلك الحظات “السلكات” الشاقة الممتعة، باستظهار القرآن الكريم كاملا مرة واحدة لمن أتقن حفظه، ومرتان لمن رأى منه حفظا دون المطلوب بحلقتين في اليوم أولاهما بعد صلاة الفجر، ثم بعد صلاة العصر.. إلى أن تحين لحظة رفع يديه الكريمتين ليتلو بصوته الخاشع “تواترا نوعراض ن القران” وما أجملها من لحظة يتوقف فيها الزمن بفرحة تعادل كل أفراح الحياة بعدها.
الشيخ كرشوش أيقونة وعلامة مسجلة في القرارة طيلة عقود من الزمن، بإمامة التراويح شهر رمضان الكريم، وتدريسه للقرآن الكريم إذ تعلمت وتخرجت على يده أجيال وأجيال من الطلبة والحفظة، إلى أن حان دوري وتشرفت بالجلوس إليه في المسجد الكبير والاستظهار في السابعة عشر من عمري حينها.
قبلها حظيت برفقة سفر معه والشيخ صالح باجو رحمه الله مع والدي حفظه الله في رحلة علاج لهم إلى طبيب العيون في إحدى مدن الشرق الجزائري وكانت من أمتع الرحلات وأجملها مما بقي عالقا خالدا في ذاكرتي.
الشيخ كرشوش محمد والشيخ كرشوش سليمان وجيل نادر من الأساتذة والمشائخ رحمهم الله، أحبونا واحتضنونا بإحسانهم أيام كنا في القرارة، نذكرهم بالخير ونترحم عليهم ونتذكرهم دائما بدعوات الخير عسى نكتب من أولادهم الصالحين.
تعازي الخالصة لعائلة شيخنا الجليل، ولكل الطلبة وحفظة القرآن الكريم إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أحينا في طاعتك وارزقنا حسن عبادتك، وألحقنا بأوليائك الصالحين في جنات النعيم.. الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
Comment (1)
إنا لله وإنا إليه راجعون ربنا يرحمه ويدخله فسيح جناته. ويرحم جميع شيوخنا.