لم أكن عازما على كتابة هذه التدوينة إلا قبل قليل، وذلك لما رأيت احترافية جرائدنا المتواصلة، فبينما كنت أتصفح جريدتي الفجر والشروق للاطلاع على آخر الأخبار الرياضية – وهذا ما يجذبني إليها عادة – وقعت عيناي على شعار مسابقة منشد الشارقة في جزئها الخامس فاستبشرت خيرا في البداية لكن…

جريدة الفجر تناولت موضوع تأهل المنشد الجزائري عبد الحميد الكيومي لنهائي منشد الشارقة، فلا صورته ولا اسمه يجعلان الصحفي المحترم يمكن أن يلتبس عليه الأمر لينسب المنشد العماني للجزائر، وراح يشيد ويمدح بكون المنشد الجزائري تأهل بجدارة واستحقاق، وهنا أتساءل إن كان المنشد من غير الجزائر، هل سيحظى بنفس الإطراء؟، فياترى ماهو المصدر الذي اعتمده؟ وهل كان الصحفي متابعا حقيقة لمجريات المسابقة كما يحاول أن يبرهن في تقريره؟ فقد أتى بتفاصيل كثيرة عن المسابقة يجعل مني أحتار في خطئه الجسيم.

المنشد الكيومي الجزائري كان معه منشد آخر جزائري اسمه مصطفى بلخير، فمالذي يجعل اللجنة المنظمة تختار متسابقين من الجزائر بخلاف الدول الأخرى؟ وما الذي يوجد في الجزائر ولا يوجد في غيرها؟

ومما زاد الطين بلة حديث الصحيفة عن فرقة “الجزائر البيضاء” التي كانت قد دعيت لتنشيط بعض الفعاليات، وهي في الحقيقة اختيار لنخبة من منشدي الجزائر كل من فرقته واختاروا ذلك الاسم انتماء للجزائر، غير أن الجريدة ابتكرت لهم اسما جديدا ” البيضاء الإنشادية” وذهبت إلى أنها فرقة تنشط في الجزائر.

وعلى نفس المنوال كانت جريدة الشروق، بالرغم من كونها قد تناولت سابقا خبرا للمنشد الجزائري مصطفى بلخير الذي أقصي في التصفيات الأولى فهل نفهم من هذا أنه لا يوجد تنسيق بين الصحفيين في نفس الجريدة؟ إذا لم يكن نفسه من كتب خبر بلخير والكيومي، بالإضافة للخطأ في اسم المنشد وكتابة عبد الحكيم عوض عبد الحميد الكيومي، ربما المصادر الموثوقة – كما تصفها مرارا – كثيرا ما كانت غير كذلك ولكن لم نشعر إلا هذه المرة.

بعد فراغي من الاطلاع على الخبر في الفجر والشروق قمت بعملية بحث بسيطة لأجد الطامة الكبرى في تناول موقع الإذاعة الجزائرية وما أدراك للخبر نفسه، وأغلب الظن أنها هي من ابتكرته لتسوق معها من ذكرنا سابقا، وإن حدث العكس فتلك مشكلة أخرى، فمزيدا من التألق إذاعتنا وجرائدنا، وشكرا على تحري الدقة في نقل الخبر.

فمن ياترى قد جعل الآخر مصدرا له؟ أهي الفجر أو الشروق أم موقع الإذعة؟ وربما هناك جرائد أخرى قد سارت في نفس النحو ولم أطلع عليها، فهل هو استهزاء بالقارئ؟ أم بالجرائد نفسها؟ ولا أظن أبدا أن تحدث هذه الأخطاء في مسابقات “ستار أكاديمي” أو ” ألحان وشباب”، فالخطأ فيها غير وارد، إلا أن مسابقات الإنشاد والقرآن لدينا مازالت تحظى بأصغر الأعمدة في آخر الصفحات.

نتمنى الفوز لمنشدنا عبد الحكيم الكيومي الجزائري – ويسعدنا ذلك – وحتى كونه عمانيا فنفتخر به لما تربطنا بعمان من علاقات كثيرة وقوية، وفقك الله وبلّغك حلمك والحصول على لقب منشد الشارقة 5.