استمتعت مؤخرا بتجربة سياحية عملية مميزة في عاصمة بلجيكا بروكسل، ولكونها أول زيارة رسمية لي إلى أروربا لو استثنينا زيارة الجانب الأوروبي من مدينة اسطنبول التركية، فحقا اكتشفت الجديد وتحققت من العديد من الأشياء التي كنت أسمع عنها، كما أني نفيت البعض منها…
فكرتي من مقالتي هذه ليست وصف الأجواء وسرد الخواطر، فقد نشرت ولا أزال مقالات عن هذا الموضوع في مدونتي الخاصة، ولكني أود تناول فكرة كثيرا ما أثارت انتباهي واستدعت مني المزيد من التفكيك والتفسير…
عندما نكون في سفر لبلاد غير وطننا عادة ما ننجر ونقع في مغالطة المقارنات الجائرة ضد أوطاننا دون استحضار للسياق والمنطلقات والمآلات بين الحالتين، أو على وجه النقيض نرافع لصالح أوطاننا بمحاكمة عاطفية محسومة النتائج للدولة المستضيفة بتبرير كل شيء جميل لديها بمسببات سلبية، حتى نخلص -منطقيا- إلى قواعد مناقضة دون أن نشعر وتصبح مع الوقت قناعات تؤثر مباشرة في سلوكنا نحو الركون والتخاذل.
فليست المقارنات وتحليل المواقف في الأسفار بالضرورة فطنة وذكاء بقدر ما هي تبرير للفشل في أغلبها وهروب للأمام بإيجاد المنوّمات التي تخلي المسؤولية الذاتية وتلقيها على عاتق الغير، سواء كان هذا الغير شخصا أم هيئة أم حتى دولة…
- المقالة منشورة في مدونة أمل وفكرة