في الجزء الثاني من تدوينة “المنتديات… ولكن” سوف أواصل على نفس المنوال بسرد وقائع من حياتي القصيرة مع المنتديات ومعها بدائل أو إجراءات عملية من شأنها التغيير نحو الأفضل، كما أرجو من خلال هذا الطرح ألا أكون ظالما للمنتديات، فنحن في مقالة ناقدة ليس إلا…

الحالة الثالثة:
من الأعضاء في المنتديات من يهوى نقل المواضيع حيث يوقعها بـ: منقول، ظانا منه أنه ينزع مسؤولية ذكر المصدر عنه. لكن إلى متى نكون ناشرين لأفكار الغير وفقط؟ فلا أدّعي أني لم أنقل موضوعا أبدا، لكن لا أن أتخذها عادة، ويكون همي الوحيد رفع عدد مشاركاتي في المنتدى وبالتالي كوني أدعى بـ: مشترك نشيط. أو فعّال أو… تتغير المصطلحات والمقصد واحد.
مع هذا لا أنكر أن هناك نية حسنة لناقلي المواضيع تتمثل في نقل الفائدة وتعميمها، لكن ليس هذا الطريق دائما الأصوب، فقد ذكر أحد الباحثين أنه لما يبحث عن معلومات معينة في المحتوى العربي للأنترنت وباستعماله موقع البحث غوغل أو غيره يجد النتائج العشر الأولى تقريبا بنفس النص مع اختلاف المواقع والمنتديات، ويجد خلاف ذلك في اللغات الأخرى.
وهناك نقطة أخرى مهمة تتمثل في تعويض ذكر المصدر بكلمة: منقول. منقول من أين؟ أليس لصاحب المعلومة حق في ذكر اسمه على الأقل عرفانا لمجهوده وتعبه؟ فلنتحرى الدقة أكثر في مشاركاتنا بذكر مصادر المعلومة، ومناقشتها وعدم الأخذ بالمسلّمات دائما.
الحل:
– عدم المشاركة في المنتديات بهدف الشهرة أو رفع عدّاد المشاركات، ولكن قصد الإفادة والاستفادة.
– الحرص على ذكر مصدر المعلومة قدر الإمكان، مع إضافة مقدمة وخاتمة للنص المنقول يكون من تأليفنا.
الحالة الرابعة:
هذه الحالة تقريبا لها علاقة مباشرة بالنقطة السابقة، وهي أن الكثير من المنتديات وللأسف تختار مشرفيها وإدارييها بمعيار عدد المشاركات والمواضيع، وكذا وقت تصفح المنتدى، ربما لا أعارض على اتخاذ هذه المؤشرات كدليل، ولكن ليست الكل في الكلّ، فعلينا تقديم سيرة العضو، وطبيعة ردوده ومواضيعه، وحسن لغته وأدبه، وردات فعله، وكذا أقدميته، وربما هذه ما يدفع لعدم وجود خطة واضحة لبعض المنتديات فتتغير الاتجاهات والأفكار بتغير الأشخاص في إدارتها، وتقع هناك تصفية الحسابات مما يؤدي غالبا لنفس المصير، انسحاب أعضاء لهم وزن ثقيل من المنتدى وإنشاء منتدى خاص بهم، وحتى هم إن لم يستفيدوا من أخطاء المنتدى الأول، ستخرج منهم طائفة لتنشئ منتداها الخاص، فنرى مشاهد متكررة أكثر من مرة، بمراسلات من ذوي المنتدى الجديد للقديم يدعونهم إلى الانضمام إليهم ويصفون من كانوا أصدقاءهم بالأمس بأرذل الصفات…
هذا واقع معاش، وليس خيالا، سببه الرئيسي عدم وجود الإخلاص في الأول بل كانت المشاركة لوجه فلان، ولكسب المراتب والعلاقات لأغراض دنيوية تزول بزوال بعض الأمور، حقا غريبة هي الدنيا فما نلاحظه في الحياة الواقعية نجده أيضا في الحياة الافتراضية.
الحل:
–    المشاركة في المنتديات يجب أن تكون بدافع اكتساب العلم، والإستفادة من الاحتكاك بذوي الاختصاص، وليس لغرض اللهو أو تسلق سلّم الإشراف أو الإدارة وفقط.

•    لو أواصل إحصاء سلبيات ومشاكل المنتديات وما يدور فيها من مشاهد مؤسفة لما حصرتها، لكن مع هذا أنصح الشباب باختيار منتدى أو أكثر والمشاركة فيها بصفة منتظمة، مع التوفيق بين الإفادة والاستفادة، لأني أؤمن أن من سجّل في منتدى فهو مدين باكتساب معارف جديدة، كما هناك أنه مُدان بنشر العلم، “ولا تحقرن من المعروف شيئا…” لأن عالم المنتديات مليء بالإيجابيات وله وجهه الناصع، فقط ببعض الجهد في تفادي الأخطاء، وعدم الوقوع فيها.
كما أوصي نفسي وإخوتي بعدم الخوض في كل موضوع يطرح، واحترام التخصص، كما أنصحهم بعدم طرح وجهة النظر في أي شيء، نعم هناك حرية التعبير، لكنها سلاح ذو حدّين، فليس العيب في عدم المشاركة ولكن العيب في قول أي شيء وبأية طريقة.
نواصل في الحلقة الثالثة والأخيرة إن شاء الله الأسبوع المقبل.