حب التملّك فطرة بشرية تمنح الإنسان شعورا نفسيا بالراحة، فهو ينفق من وقته وجهده وصحته نصيبا معتبرا ليمتلك أشياء تشعره بالأمان وتبعده عن دائرة الفقر والحاجة.
الناس درجات وهي حكمة الله سبحانه وتعالى في تقسيم الأرزاق، منهم من يعيش ليحافظ على ما ورثه، ومنهم من انطلق من خط البداية، منهم من يقطع أشواطا معتبرة، ثم يعود لنقطة الصفر أو قبلها ليحاول من جديد، وفي كلٍّ عبرة وحكمة.
الأصول والخصوم، أرزاق وأشياء يمتلكها الإنسان ويسعى في ذلك، فترفعه وترتقي به أو تهوي به وتدمره، تسعده أو تكون عنوانا للشقاء ورحلة نحو ظلمات الحياة.
الأصول إضافة في الممتلكات، تولّد من خلالها ممتلكات أخرى، تنمّي الثروة وتزيد فيها باستمرار، كوسائل الإنتاج، والعقارات النامية، وأسهم الاستثمار، والملكية الفكرية المنتجة، وكل ما ترتفع قيمته بمرور الزمن.
بينما الخصوم مقتنيات تكلّف صاحبها مصاريف إضافية لتغطية نفقات استخدامها، كوقود السيارة وصياتنها واهتلاكها، والتزامات الاشتراك في خدمات الاتصال والإنترنت، وغيرها من الممتلكات التي في ظاهرها الرفاهية وفي باطنها استنزاف وتآكل غير مبرر للثروة.
ليس علينا التخلي عن الخصوم نهائيا فهذا مستحيل، وإنما المطلوب مضاعفة الأصول كلما أضفنا خصما جديدا.