هم فئة تعيش في هذا العالم الأزرق المتلاطم.. يسجلون حضورهم ضمن المهتمين مع الأوائل في منشورات تحمل في طياتها روحا ثورية، ونكهة تحررية، وجرعة نقدية.. يدفعون صاحبها للمزيد إذا تحفظ.. مشجعين له بحماس ليفضح ويكشف بلا خوف ولا هواده.
يطلبون منه أن يتحلى بالجرأة وهم أكثر الناس جبنا، يطالبونه بالشجاعة وهم أخوف من الدجاجة، تكمن متعتهم وتعلو نشوتهم في ردات الفعل من هنا وهناك، خاصة حين تلبس ثوب النيران الصديقة، فوقعها هناك أجمل وأكثر إثارة.
بعدها تأتي مرحلة المشاهدة والإطلالة من ثقوب الجدران والأبواب للتمتع بالحروب الإلكترونية والتدافع والصراع الذي يجر معه الكلمات النابية والاتهامات المتبادلة والتعبير عن الأحقاد المتراكمة، كل هذا يشعرهم براحة غريبة يتبادلون أخبارها وهم يتضاحكون على الضحية والجاني، على المهاجم والمدافع، على صديقهم وعدوهم.
أخيرا يتسللون هاربين عندما يحتد الخلاف، وتنكسر العلاقات، ويشتد العداء.. بعدما يقتلون كل جميل في منشور صاحبه.. متظاهرين بعدم الرضا بما حدث.. يهربون لبدء مغامرة جديدة بنفس الخطة والخطوات.. تماما كما تنتهي حلقات الرسوم الكرتونية..
هم أخطر ممن اتخذتهم أعداء فاحذرهم!