عندما سمعت بها أول مرة شدني الفضول لمطالعتها واكتشاف سر عنوانها الغريب، بوبال (Bhopal)… على كل تحصّلت على نسخة منها كهدية -بالمناسبة أشكر صاحبها كثيرا-، قرأتها وأعدت بعضا منها مرارا، أكتشف أحداثها وأحللها، ومازلت كذلك لحد الآن.

رواية “بوبال” لمؤلفها الدكتور محمد بن موسى باباعمي، حيث عرّفها كما يلي: (رواية “بوبال” تروي مذكراتُ شاب مسلم نجا بأعجوبة  من كارثة إنسانية راح ضحيتها أكثر من 25 ألف مسلم ببوبال بالهند؛ ثم نجا من التخلف بامتياز. قصَّةٌ تتراوح أحداثها وتفاصيلها بين الواقع والخيال، موجَّهة لكلِّ شاب؛ رِجْلُه الأولى في المرحلة الثانوية والأخرى في الجامعة).

كتابتي عنها هنا ليس من باب النقد والتقييم، فالدكتور أكبر من أن ينقد من مثلي، رغم أنه دائما ما يحثّ على عدم التسليم بكل ما نتلقاه من علم بل نناقش ونُعمل عقولنا في التحليل، هذا من جانب ومن جانب آخر يمكن أن أقول إن روعة القصة في كل جوانبها غطّى على ما يمكن أن يلاحظ فيها من غيري طبعا، لأني لا أجد فيها  -حسب مستواي- ما يمكن أن يعاب.

“بوبال” ليست مجرد رواية مما قرأت سابقا، بل هي تتناول أحداثا، وتزيح اللثام عن قضية كبيرة أهملها الإعلام، وتغاظى عنها المسلمون منشغلين بدنياهم، فبطل القصة محمد يونس مهانجير، كان قد التقى به الكاتب ذات موسم حج، ومنها كانت الانطلاقة للقصة، نحو الالتزام بعهد قطعه الدكتور على نفسه بعدما طلب منه الشاب الهندي  تبني قضية بوبال على وزن “اذكرني عند ربك”، إلا أنه في هذه الحالة لسان حاله قال: “اذكر [بوبال] عند قومك”.

أي قوم يعلّق عليه محمد يونس آماله؟ أنا على يقين أنه يعلم جيدا ما يكابده المسلمون حاليا من انحطاط وهبوط شديد في منحنى التاريخ، هو يعلم بحكم ما ورد في الرواية من مدى شغفه بالعلم وسعة اطلاعه، أن المسلمين يكادون لا يصنَّفون أصلا بين شعوب العالم المتطور المتقدم.

أنصح كل مسلم بقراءة تلك الرواية وسبر أغوارها واكتشاف زواياها واحدة واحدة، فقد قلت سابقا إنني أعدت قراءة أجزاء منها مرات ومرات ولا أزال، وأخص بالذكر الحوار الذي جرى بين محمد ويونس، بين الواقعية والمثالية، حوار لم يخل من إسقاطات لواقع حالنا الآن، ولم يبتعد عن ما يعيشه المسلمون عامة.

أما وإن كنت قد قرأت الرواية فأخبرني عن حالتك النفسية قبلها وخلالها ثم بعدها، تسلسل الأحداث فيها مثير ومؤلم، فشخصيا أحسست قبل الرواية أني مقبل على قصة أرفّه فيها قليلا عن نفسي، فاخترت وقتا أنا فيه شديد التعب من يوم منهك بالعمل المكثف، وما إن بدأت القراءة صفحات فقط حتى أحسست بنوع من “الشبع”، وعلمت أن مثل هذه الكتب لا يمكن أن أقرأها مستلقيا، فجلست وواصلت، لكن التعب مع التعب لا يولد إلا تعبا مضاعفا، لذا أجّلت القراءة لوقت آخر…

هذه المرة استعددت وأعدت الكرة فبدأت من أول الكتاب إلى آخر كلمة، وحالتي لا تستقر على حال بل تتنوع بين مشفقة ومتأثرة وحائرة ومتسائلة، أسئلة سخيفة وأخرى جوهرية مصيرية! المهم أنني بعد النهاية قررت أن أدعو كل صديق عزيز إلى مطالعتها، بتحليل وعمق، لا بتسرّع وسطحية، فالقراءة السريعة لا مكان لها هنا، ولا تفيد صاحبها كثيرا مع رواية “بوبال”.

بقي لي أن أذكر أنه ولدعم قضية “بوبال” ينظم موقع فييكوس نت مسابقة “تحريك الفكر” وهي موجهة أساسا إلى الطلبة بهدف حثهم على التفاعل مع مختلف القضايا المحيطة بهم، وضمن العمل على تحويل الفكر إلى فعل، ولمزيد من التفاصيل يمكنك زيارة صفحة المسابقة في الموقع.

لاقتناء نسخة من الرواية عليك بإحدى هذه العناوين:

  • الجزائر العاصمة: معهد المناهج، دار الوعي.
  • غرداية: مكتبة النامي (بن يزجن).
  • سوريا: دار الفكر.
  • من جميع أنحاء العالم: النسخة الإلكترونية في موقع فرات.

—————————-
توجد لدي نسخ أهديها لأول خمسة يطلبونها

بشرط أن يهدوها بدورهم عندما ينهون قراءتها