يرسم الإنسان خطوط حياته وخياراته الخاصة، وهو يرمي من ورائها الحصول على أفضل النتائج، ويسعى دائما لبلوغ مرتبة مشرفة من التفكير السليم والقرار السديد، ليحيا سعيدا ويحقق ذاته بكل ثقة واعتزاز.
هكذا يرى الكثيرون أنفسهم، وهكذا يعتبرون أو يدعون، إلا أننا أحيانا نكتشف صورة مغايرة تماما، فرغم أن حرية القرار في أقوالهم أمر مقدس، إلا أنها ليست بالضرورة واقعا وحقيقة، فنجدهم مجرد أبواق ورجع صدى لعقول غير عقولهم وأصوات ليست بأصواتهم.
مثلهم مثل جواد العربة يقف شامخا أنيقا متحمسا في احتفال شعبي، وهو يعتقد أن كل ذلك الحضور والاهتمام لأجله، وفي ظهره أثقال وعلى رقبته أغلال، لا يتحرك ولا يتوقف إلا بإذن، بالإشارة مرة وبالسياط مرات أخرى.
لا يكفي أن نعتقد حرية الفكر والقرار باللسان وبعض الأعراض الموحية، إنما هي درجة راقية تحتاج لعمل دؤوب وجهد جهيد.
رمضان كريم، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير