منذ بدأت زياراتي إلى سلطنة عمان وحال تلك الدولة يهمني كمستثمر فيها، ومتعامل مستفيد من خدماتها، ومتفاعل مع الكثير من مواطنيها..

أجدني اليوم أمام شهادة حق عشت تفاصيلها ولم أسمع عنها.. شهدت أخبارها ولم تتوارد إلي عبر الوسائط والوسطاء.. وبالتالي لا تشوبها الصور النمطية والخلفيات المسبقة للحكام العرب والحال السيئة للدول العربية التي تدعو للشفقة..

كتبت عن سلطنة عمان في كتابي “حقيبة سفر” ووصفتها ببلاد الأمن والأمان.. بلد تحوي داخل حدودها أعراق ومذاهب وقبائل كثيرة، تجمع بينها مبادئ المواطنة، وأخلاق التعايش، وقوانين الدولة الحازمة.. كواقع حال وليست نظريات وأحلام..

عمان تلك الدولة التي يحسد مواطنوها على النعم التي يرتعون فيها.. وحقوقهم وظروفهم ومستوى معيشتهم الكريم.. يحسدون على منظومة حكمهم الرشيدة.. يحسدهم الحاقدون ممن انقطعت بهم السبل.. فيتمنون لهم وضعا سيئا مثل الذي يعيشون.. ويبررون رغد عيشهم بمبررات غريبة..

عزائي لأهل عمان في وفاة السلطان قابوس.. واحترامي لهم في إرساء حكم خليفته بتلك السلاسة.. تقديري لهم يزداد في تسيير شؤونهم الداخلية والخارجية وسط محيط جيوسياسي ملتهب.. ورجائي وأملي لعمان في غد مشرق ونمو مشرف.. من حال إلى حال أفضل إن شاء الله..

أما لمن لا يفرّق بين عمان وعمّان.. أو لم ينعم بأيام هناك.. أو كان هناك ولم يوفق في تسيير شؤونه.. أو له تحفظات من السلطان وحكمه “وهذا من حقه”.. إلى كل هؤلاء..

احترموا شعور من حولكم.. كما على من حولكم أن يحترم شعوركم عندما تصابون في أحبابكم.. لكن أبعدوا الدين عن تفسيراتكم وتحليلاتكم.. فالله سبحانه ربنا جميعا.. والدين ديننا جميعا..

تعازي الخالصة شعب عمان الطيب..