الخطوة الأولى من كل تجربة تكون بين الخوف والرجاء من نجاحها أو إخفاقها، فبعد التخطيط المحكم والبرمجة الدقيقة، يأتي النزول للميدان محفوفا بمخاطر داخلية تتهدد الفكرة، وأخرى خارجية تكون لها بالمرصاد لتختبرها شكلا ومضمونا، وتحدد مصيرها على ضوء ردة الفعل والصدى في كونها ستستمر في تألقها أو تأفل وتندثر.

هي وصفة سرية إن فهمها أصحاب الأفكار والمشاريع جنوا بها أفضل النتائج، وعلوا بها أسمى المراتب، تتمثل في الانطباعات الطيبة للناس من حولهم عمومهم وخاصتهم بعد اختبارهم للتجربة، فيُحدّثوا وينصحوا بها، وهذا ما أعني به هنا “المصداقية”، اكتسابا ومحافظة ومعاهدة عليها باستمرار.

حقا بعد التأمل وجدت أثر “المصداقية” في أي مشروع وفكرة وحتى إنسان ليس كأي أثر، فمن تفطّن إليه واعتبره مكسبا يحافظ عليه ويولي له القدر الكافي من الاهتمام بذكاء وحكمة بلغ ما كان يرجوه بل وأكثر، أما من أهمله ولم يقدّر مكانته ويراعي مقامه، فقد ندم إما واعيا بخطئه بعد فوات الأول، وإما لازال غير مكتشف لحد الآن مكمن الخلل لديه، وهذا أمر واقع لا محال، إما آجلا أو عاجلا.

بعد التحسيس بضرورة اعتبار بناء الثقة مع المتعاملين والعمل فيها بشكل مركز، علينا أن نبسط المسألة ونشرح أسس اكتسابها، ومهارات المحافظة عليها، وكيفية تنميتها، والفائدة المرجوة من استثمارها، فهي محطات أربع على صاحب أي مشروع مهما صغر أو كبر أن يعيها تمام الوعي، هي ليست مسألة رياضية بسيطة، كما أنها ليست معقدة، إنما هي سلسلة أسباب علينا انتهاجها، مع أنها لا تخلو من المتاعب والمغامرة في بداياتها، لتكون النتائج مرضية بعدها.

نبدأ أولا باكتساب المصداقية في أولى مراحلها، ويتم ذلك بانتقاء الشركاء في التجربة، ومعرفتهم تمام المعرفة، لأننا بهم نتقدم خطوات في ما يتعلق بالسمعة، كما أننا في حال عدم التوفيق في اختيار من يشاركنا المشروع / التجربة نتقهقر ونتأخر، ويصبح حينها أي سلوك أو تصرف سيء قاموا به من قبل يلاحقنا كالشبح، فمن أساسيات بناء السمعة التي بها نصقل واجهة المصداقية وعمقها حسن اختيار مع من نعمل.

ثانيا ومن أساسيات بناء المصداقية التناغم والانسجام بين ما نقول وما نفعل، وبين ما نعد به وما ننجز، وأي تطرف سواء يسارا أو يمينا يضرّ بشكل مباشر بسمعتنا وبالتالي يمس جانبا مهمّا من المصداقية ويزعزع الثقة ويتهددها، لذا فللمحافظة على الذكر الحسن والانطباع الجيد علينا دائما الصدق في ما نعبّر به عن أنفسنا، دون تهوين ولا تهويل.

ثالثا وما تعلّق بتنمية الرصيد المكتسب -بعد جهد- من المصداقية فهنا علينا حسن استثمار علاقاتنا ومعاهدتها، فلا نستعمل من معنا استعمالا مصلحيا ثم سرعان ما نرمي بهم في طي النسيان، لنعود إليهم لاحقا حين الحاجة، وهذا سواء للأفراد أو المؤسسات ممن ساعدنا أول الأمر في الرقي والتقدم.

كما أنه علينا تثمين إنجازاتنا وتقييمها برفق وإحسان، ومقارنة الأهداف بالمخططات، فإن أخطأنا اعتذرنا فجلّ من لا يخطئ، وإن أحسنّا تواضعنا وكم في الغرور والعجب من ضرر، ولنعلم أنه كلما علت قيمة تجربة وطفت للسطح كلما كانت محطّ الأنظار أكثر، فأي زلة منها اعتبرت فاجعة، وأي عثرة هدّدت من صرح قد بنته لسنوات طويلة.

لسائل أن يسأل عن الجدوى من كل هذا الحرص على المصداقية، ولكن أترك الجواب للتجربة الواقعية، فالسمعة زجاجة حساسة إن خدشت خدشا خفيفا فقط أحدثت فارقا في وتيرة الإنجاز، وأودت إلى نتائج وخيمة في أي مشروع، فما بالك إن تكسّرت؟ هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فنحن نعلم جميعا الجهود الكبيرة في التسويق لفكرة ما، ولكن حينما نكتسب قدرا كبيرا من المصداقية فستكون جهودنا في التسويق كل مرة لأفكارنا أقل، فنختصر المسافات ونطوي المراحل بتلقائية ويسر.

موقع تمام… اعمل واترك “مصداقيتك” علينا!

تمام… هو مشروع مبدع قام به مجموعة من الشباب في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يتيح لك التسوق بأمان في الإنترنت مع الشركات والمواقع الحاصلة على ختم تمام، وهذا الختم يُمنح للشركات بعد القيام بالتأكد من الوجود الفعلي أو القانوني للشركات والمواقع التي تقدم خدماتها عبر الإنترنت، وذلك من فريق موقع تمام، مما يعزّز من ثقتها ويجعلها ذات أفضلية لدى عملائها.

الافتتاح الرسمي عن قريب إن شاء الله، ويمكن متابعة موعده من العدّاد المتوفر في الموقع، إلا أن طلب الحصول على ختم تمام متاح حاليا عن طريق الموقع، فكن ممن يزيد في رصيد مصداقيته بفضل تمام.

——————–

على الجانب: التدوينة كتبتها في إطار خدمة (كتابة المراجعات) عن طريق موقع خمسات.