يقال إن القاعد هو الوحيد الذي لا يخطئ، ولو أن قعوده نوع من الفشل، ونسمع عن حالة السلم التي يعيشها الجالس على الربوة، وهو أيضا سلم آني سرعان ما يتبخر حينما يرى صاحبه إنجازات ونتائج يتمنى لو كان هو قائدها ورائدها.

الخطأ مدرسة ومنهج تعليمي لا يجب أن يخجل منه الإنسان، شرط ألا يتكرر بنفس الأسباب، وأن يعتمد على استعداد مبدئي بقبوله كنتيجة محتملة، فالنجاح الأكبر هو تراكم نجاحات صغيرة وقودها تعدد المحاولات والتجارب الفاشلة للوصول إلى الوصفة الصائبة.

للفشل أسبابه كضعف الحافز، أو غياب المعلومة، أو سوء اختيار التوقيت، أو نقص في الموارد أو خلل في استثمارها، وقد يتعلق بأسباب ذاتية وهو الأغلب وقد يرتبط بما هو خارج عن نطاق التحكم، ولا يدرك حقيقة الأسباب غير صاحبها وإن أفتاه الناس وأفتوه.

الخوف من الفشل يبرره الخوف من ردة الفعل من الغير، فالبيئة التي ترى للفاشل بعين الرحمة وتمد إليه يدها ليحاول من جديد ستمتاز بخصوبتها وإشعاعها وإلهامها، أما السياق الذي يسخر ويشمت ويتهم فسيدفن مستقبله ويطرد أبناءه ويعلن نهايته بيده.