يلتفت الإنسان في حياته كل مرة حوله باحثا عن معيار لنجاحه ومقياس لأدائه، فيجد إنجازات قد تحققت وبصمات تحكي بطولات أصحابها ومغامراتهم، فيصبحوا قدوات يجتهد لبلوغ مراتبهم وحتى تجاوزهم.
التربية بالنماذج والإقناع بالأمثلة الواقعية كان ولا يزال منهجا فعالا لرفع مستويات الأداء وإعلاء الهمم وتحفيز الطموحات وتوسيع الآفاق، فلكل مرحلة قدواتها وفي كل دائرة انتماء نكتشف أسماء ونجوما ممن يستحقون الاقتداء.
القدوة ليست شخصية مثالية متكاملة تتقن كل علم وتحسن كل فن، فهذا صنف لا يوجد إلا في خيال الواهمين ومن وقع تحت تأثير التعلق العاطفي المطلق، فالإنسان مهما كان سيبقى مجموعة صفات يتميز بها وكومة أخطاء وعيوب يسعى لتجاوزها أو إخفائها.
الحكيم من يختار قدواته بناء على حاجة معينة، ويراجع قائمتهم ويتعهدها بالصيانة من حين لآخر، منصفا متواضعا ينتقي ملهميه دون اعتبار للسن أو اللون أو الانتماء، فالجميع قدوة للجميع لو تأملوا وتفكروا.