يفكر الإنسان بعقله ويقرر بقلبه فيما يوافق ويخالف، وبين ما يُقبل عليه وما يدبر، ولو كانت الحياة منطقا صارما، وعلامات حسابية، وبيانات رقمية فقط لصارت مملة كئيبة لا متعة فيها ولا جمال.
الفن ألوان وأصناف وهو ما اتصل بذوق الإنسان واستجاب لحاجة قلبه ووجدانه، وقد يبلغ درجة من الأهمية بمستوى الحواس كقناة للتعبير عن الشعور وتمرير الأفكار وتصويب المفاهيم، فالمعايير فيه مختلفة بعيدة عن المعتاد في العلوم وتخصصاتها.
بالفن تنتشر أغلب الأفكار وتأخذ شكل العادات مخترقة منظومات عريقة وحصون عتيدة، فهو كوعاء يراهن على الجمال وينافس على الجذب والإثارة، ليشرب منه من يشرب مستمتعا منتشيا، وهذا ما يضفي له تلك القدسية وهذا الاهتمام من المجتمعات مشرقا ومغربا.
يصنف الفن لما هو راق وما هو سافل مبتذل، فالراقي منه ما لمس فطرة الإنسان وخلا من الظلم والضر لصاحبه وغيره، وأي حضارة سادت إلا وكان للفن فيها نصيب معتبر، فن يستمد روحه من ذاتها، مستلهما من غيرها، حاملا للفكر مؤثرا به.