يكتسب الإنسان خبرة مهمة نتيجة تجاربه المتعددة، فهو يتعلم من كل عثرة تحصل له، ويستفيد من كل عقبة تعترضه، وبالرقابة الذاتية التي يمارسها على أدائه، فضلا عن النصح والتوجيه الذي يستقبله من هنا وهناك بما يصطلح عليه النقد.
أجمل النتائج وأفضلها تأتي على ضوء النقد الصادق الصارم، فلا خير في مجاملة قد تريح صاحبها وتسعده قليلا لتأتي العواقب بعد ذلك سيئة، فيقلّ الإبداع وتجف منابعه لتحل محله الرتابة والرداءة، مما يوفر تربة خصبة لسيطرة معايير خاطئة ومفاهيم مشوهة عن النجاح والإنجاز.
يخطئ من يحمل شعار النقد حينما يصيب به شخص الإنسان لا إنجازه وفعله، فتتحول المهمة عن وجهتها، ويصبح التنافس مرتكزا على الدفاع عن صحة الرأي وسداد الفعل بدل البحث عن الصواب بتجرد وصدق، هنا تنتفخ الذات وتدفن الجودة ويعلو صوت الأقوى والأكثر تأثيرا على حساب الأفضل والأصلح.
قد يكون الخوف من النقد والتحفظ من تقبله مؤشر على نقص الثقة بالنفس وقد ينتج عن خلل في أسلوب الناقد نفسه أو هدفه، فكما ينبغي أن تتوفر جودة الأداء، فمن الواجب أن تتوفر جودة النقد، وإلا اختل التوازن وغاب الأثر.