يبني الإنسان مجده على ما يقتنع به من الأفكار والقرارات، ويسعى لتحقيق أهدافه مستعينا بغيره ممن يعيشون حوله، يتأثر بهم ويؤثر فيهم، منهم أصدقاء يستمتع بصحبتهم، يشاركهم أفراحه ويتشارك معهم أحزانه، فهم له وهو لهم نعم السند وقت الحاجة.
للصداقة أعرافها وآدابها، ما إن تم احترامها من الطرفين امتدت صلتهما طويلا وعميقا، كالتحلي بفضيلة التنازل والمراعاة، وخلق الإيثار، والقابلية للتضحية، وجمالية التواصل، ووضوح الشخصية، والوفاء والصدق، سواء ابتسمت ظروف الحياة أو اشتدت وصعبت.
قد يحكم منطق المصالح علاقات الصداقة وهذا ممكن مادامت مصالح مشتركة متبادلة، بينما يختل التوازن وينقطع حبل الود حينما تميل الكفة وتصبح الاستفادة من طرف واحد وفي اتجاه واحد، فيدبّ الفتور، وتذبل العلاقة وتخفت.
الصداقة علاقة مؤقتة غالبا، تستغرق زمنها متناوبة بين الود والتنافر فتستقر تارة وتضطرب تارة أخرى، وهي التي تتغير فيها الأسماء من مرحلة عمرية لأخرى، بينما يبقى ما يزينها من جميل الذكريات وحسن الذكر وإحسان المعاملة.
التطبيق العملي: من هم أصدقاؤك المقربون؟ هل هم نفسهم قبل عشر سنوات؟ كيف تبني علاقة صداقة؟ وما الذي يهدمها؟ ما مدى وفائك وإخلاصك لأصدقائك؟ أسئلة للحوار النفسي الداخلي.