- كيف اكتشف الأستاذ جابر ميوله في الكتابة وكيف طور هاته المهارة ليصل إلى مستواه الحالي؟
أهلا وسهلا بك وبكل القراء والمتابعين للحوار حفظكم الله…
اكتشاف الميول كان في بدايات المرحلة الثانوية من الدراسة، أما عن تنميتها وتطويرها -ولازالت كذلك- فيأتي بالقراءة ومحاولة الكتابة باستمرار سواء في المدرسة وخارجها حينها… فضلا عن طفرة المدونات الإلكترونية في وقت سابق وحاليا الكتابة في منصات التدوين الجماعي… كلها ظروف اجتمعت وأسهمت في صقل مهارتي الكتابية المتواضعة المبتدئة..
- ما الذي يراه الأستاذ جابر بخصوص تحوّل القيم المجتمعية في هذا الفضاء السائل بناء على خبرته؟
تحول القيم وتعرضها لاختبارات دقيقة وصعبة أحيانا يأتي موازاة لتغيرات كثيرة حاصلة في كل مجالات الحياة، فالعصر عصر التأقلم والمواكبة أو الاستسلام والخروج من الحلبة بخيبة الفشل… القيم تبنى في الأسرة والمدرسة ومختلف وسائل الاتصال الأخرى الحديثة والقديمة وتعتبر سلاحا يقتحم بها صاحبها غمار معارك فكرية تجري وقائعها في الفيسبوك وأخواتها حاليا… العالم يشهد تحولا من الحالة الصلبة إلى السائلة في الأفكار والعادات والتقاليد والثقاقة والمعرفة عموما..
- هل تفكرون في إطلاق رابطة قلمية تجمع الكتّاب والأدباء الشباب في وادي مزاب؟
الفكرة جميلة والمطلب ضروري، أرجو أن يسخر الله لها من يحمل مهمة تأسيسها وتسييرها… شخصيا سأكون جنديا في الخدمة لأي مبادرة في هذا السياق…
- هل المستويات الدراسية العليا (الجامعية) واجبة لنحقق أهدافنا وماهو المستوى الدراسي الذي يمكننا من ارتياد أغلبية الدورات والتكوينات خصوصا الدولية؟
طلب العلم الحقيقي الناجع ضرورة لا جدال فيها، تبقى الجامعات أو الشركات أو غيرها من قنوات التعلم وسائل يختارها الإنسان بناء عن رغبة ومشروع وخطة ومسار يختاره لحياته، فهنا لا تتساوى الخبرات ولا تتفاضل، وإنما لكل طريقه التي يحفرها بنفسه… للأسف ربما هذا كلام مثالي كون الواقع يخبر باختيارات يختارها طالب العلم استجابة لموجة اجتماعية أو ضغوط أسرية أو تشريفات متعلقة بالألقاب والمسميات أكثر مما يتعلق بجوهر الرسالة وحقيقة المهمة… مع ذلك نحاول ونسدد ونقارب…
- ما هي الرسالة التي تود إيصالها للقراء من خلال مؤلفاتك وتدويناتك؟
الرسائل متعددة وليست واحدة تشترك تقريبا في إبراز الأفكار الصائبة والدعوة إليها بآليات فعالة مع التنبيه للأفكار السيئة والمسالك الخاطئة وبيان الخلل فيها… أحاول أن أقدم شيئا يفيد غيري… أن أجعل القارئ يتفادى أي حفرة وقعت أو كدت أن أقع فيها شخصيا أو غيري…
- مرحباً بنا في ضيافتك أستاذ جابر، غني عن كل تعريف ومقدمات لي الشرف صحبتك والارتشاف من بحر علم الله الذي وهبك إياه، من خلال كتاباتك وتدويناتك وبساطتك في التعبير عن مختلف الأفكار كغيرك من الشباب..
- لعل ماتميزت به أكثر ولاحظته بل وجعلتني من خلال مبادراتك محبا للمطالعة والقراءة.. تميزك بإعطاء الكتاب حقه ومحاولاتك المستمرة المثمرة أيضا في سبيل إعادة هيبة الكتاب لأهله، فقط كاستفسار ونصائح ماذا يمكن أن تنصح به شبابنا خاصة الفتية الناشئة للمطالعة وحسن اختيارهم لما يقرأونه، بتعبير آخر حتى تكون لمطالعاتهم ثمرات مستقبلية وما يقرأونه لبنة تضاف لبناء مجتمعنا ولنهضة الأمة جميعاً؟
القراءة ملكة يتمرسها الشاب بالمحاولة والمجاهدة دون كلل ولا ملل… قد لا تظهر نتائجها في حينها وهذا طبيعي، والحل هنا هي المطالعات الجماعية من شخصين فأكثر، سواء بالحضور أو عن بعد، فأي هدف يعمل لأجله الإنسان وحيدا يصيبه الملل في غياب التحفيز والتشجيع والمنافسة… لذا أركز وأشجع على العمل كفريق في حلقات وحصص أسبوعية تجمعهم حول كتاب، بأن يقرأ أحدهم فقرة ويتناقشونها ويثرونها بآرائهم… وشيئا فشيئا تظهر الآثار وتصبح القراءة عادة طبيعية وإدمانا إيجابيا..
- أستاذنا جابر ضيفنا العزيز.. عن خبرتك وتجربتك الغنية والتي جاءت وألهمت من الواقع.. ماذا تنصح شباب اليوم والطلبة خاصة في كيفية استغلال مواهبهم الخاصة واستثمارها أو بالأحرى تحويلها إلى مشاريع أو بمستوى يؤثر في محيطه؟
تحويل الأفكار إلى مشاريع يحتاج لعدة أشياء مهمة من بينها:
* وجود فكرة
* إمكانية تقبل الفشل وتحمله
* الإصرار والشغف نحوها
* الوسائل البشرية والمادية والتي تتحقق تدريجيا
أجمل ما في هذه المسارات هو ما نتعلمه في طريقنا نحو الهدف أفضل وأحسن لنا من الهدف نفسه.
العمل الجماعي مفتاح سحري يختصر الطريق وتحل به البركة ويصبح الإنجاز ممتعا.
- كيف تتعامل مع أبنائك لتحويل ميولهم إلى المطالعة بوجود هذا الزخم الاعلامي؟
تجربتي قصيرة مع بنتي في القراءة والحمد لله بدأت النتائج تظهر وقد عمدت إلى نزع الكلفة بينها وبين الكتاب منذ صغرها ولم أجعل الكتب (وهي قصص) شيئا مقدسا ولم أحرمها من اللعب بها وحتى تمزيقها، فضلا عن انضمامها لمبادرة أسبوعبة قامت بها نخبة من الأستاذات لفائدة الأطفال ببرنامج ممتع حول الكتاب قراءة وتلخيصا وتلوينا وإبداعا… نفس المنهج أتبعه مع أختها… والمشوار لازال في بداياته..
- السلام عليكم أستاذنا المبدع.. الحقيقة أنا من معجبي كتاباتك المختصرة على الفيسبوك.. أريد سؤالك عن مسارك الدراسي و المهني إن كان ممكنا.. ورحلاتك هل كان أغلبها للدراسة؟
أهلا وسهلا بك.. المسار الدراسي سنة ثالثة ثانوي في 2006 ثم تأسيس مشروع تجاري رفقة إخوتي منذ ذلك العام.
الرحلات في أغلبها للعمل وهي لا تخلو من الدراسة والسياحة.
- سؤالي هو كيف نجسد فكرة إلى مشروع؟ مارأيك في العمل كفريق أو بالأحرى العمل كمجموعة في تجسيد مشروع؟ وماذا تنصح الشباب المتخرجين حديثا؟ كيفية البحث واختيار العمل؟ هل الخاص أحسن أم العام؟
في الحديث تجسيد مشروع أجبت في سؤال سابق…
أنصح الشباب المتخرج باكتشاف ميوله وذاته ورسم مستقبله بمبدأ الخطط المتعددة قبل تخرجه بالاحتكاك بمجال تخصصه افتراضيا وواقعيا.
إيجاد فرصة عمل مميزة عادة لا يتعلق بالتفوق في التخصص فقط، إنما للمهارات الأخرى التي يملكها الطالب، وكذا شبكة علاقاته التي ورثها أو صنعها بيده وفي كل منهما خير…
لا يمكنني المفاضلة بين الخاص والعام فكل ميسر لما خلق له، إنما أنصح بالعمل فيما يحقق ذات الطالب وطموحه ولو نسبيا وتدريجيا…
- أنا بعيد كل البعد عن العمل الجماعي وتقريبا أفضل القيام بالأعمال وحدي لا أريد مساعدة أحدهم لي في عملي في حين بإمكاني مساعدة الآخرين في أعمالهم.. بماذا تنصحني لتطوير مهاراتي في العمل الجماعي؟!
يمكنك اكتساب المهارة بالقراءة عنها ومحاولة العمل بالفريق في مشاريع بسيطة قصيرة وشيئا شيئا تصبح أكثر قدرة وأفضل أداء.
- في رأيي أن التأليف والدخول إلى عالمه لا يحتاج إلى مستوى معين فقط، المطلوب هو التمكن من اللغة واللسانيات وباختصار تستطيع ان تصنع لنفسك ثروة فكرية..
- ولكن أظن أن الانخراط في الجمعيات أو المشاركة في تأسيسها وتسييرها مما يساعد على التعرف على حاجيات المجتمع وماهي المواضيع أو العناوين التي هم بحاجة إليها
- وأخص بالذكر حقيبة سفرة كيف طرأت هذه الفكرة إلى ذهنك ؟ وهل وجدت صعوبة في بداية الأمر؟ مثلا كالتردد أم لا؟
نعم أوافقك في الاحتكاك والتفاعل في المجتمع عبر مؤسساته فهي مدرسة لصقل الشخصية…
التأليف يحتاج لمستوى من اللغة والأفكار وطريقة عرضها وهذا ما يأتي بالممارسة والمحاولة والخطأ…
فكرة حقيبة سفر قديمة جاءت من نصائح الأصدقاء بجمع المقالات والنصائح المتفرقة التي كتبتها هنا وهناك… التردد طبيعي ولا أدري لحد الآن هل هذه الجرأة في محلها أم لا؟ ارجو أن يلبي الكتاب حاجة ويسد نقصا ويعد إسهاما في المجتمع ولكل قارئ..
- سلام الله عليكم.أستاذجابر، هل تلقيت دعما وسندا مساعدا لتحقيق أولى الأعمال؟ كيف تمكنت من التغلب على الصعوبات اللتي واجهتك في بداية مشوارك؟ في نظرك هل تستطيع المرأة الماكثة في البيت من الوصول لمستوى الكاتبة والمؤلفة من بيتها؟ ماهي نصيحتك لها إن كانت تملك طموح الخوض في هذا الميدان؟
الدعم المعنوي نعم هناك تشجيع وتثمين كما هناك تحطيم ولو بدرجة أقل… التغلب على الصعوبات فضل من الله والرغبة في بلوغ الهدف يذيب كل العقبات…
تستطيع المرأة نعم أن تصل لمستوى راق من الكتابة إن هي أرادت ولا شيء يمنعها أو عذر لها مادامت الإنترنت متوفرة لها… نصيحتي أن تكتب وتحاول وتؤلف وتستعين بمن سبقها في الميدان… تحياتي
- ماهو رأي الأستاذ في التيارات الفكرية التي ارتضاها بعض شبابنا رغم مخالفتها لكثير من المبادئ الدينية خاصة والفكرية والقيمية؟
التيارات الفكرية ظاهرة طبيعية في أي مجتمع… يبقى تبنيها والتأثر بها يعود لمدى مناعة الشخص ورصيده المعرفي السابق، فإن كان من خلل فهو في الأسرة أساسا والمدرسة ثانية وهو أمر متعلق بالهوية فهما ووعيا… باعتبار أن التجديد الفكري مصير حتمي لكل مجتمع يبقى أن يكون تجديدا في الاتجاه الصحيح فقط…
- السلام عليكم أستاذ جابر.. من فضلكم.. حسب تجاربك كيف لنا أن ننشئ جيلا عاشق للقراءة والكتابة وسط هذه الوسائل الإعلامية الضخمة.. سواء ممن هو في مسيرة العلم قد سار.. أو ممن لا يزال في عمر البراءة.. ولك منا جزيل الشكر.. بالتوفيق
أولى الخطوات تكون في البيت منذ الصغر بأن يكون الكتاب مع ألعاب الطفل يلهو به ويمزقه ويكتشف ما فيه من صور وألوان فيكبر معه دون تكلف أو حاجز… التحسيس بمدى أثر الكتاب وكونه مرجعا للمعرفة ورافدا مهما للعلم… أما عن الكبار فينصح بالروايات في البدايات ثم الانتقال للكتب الأخرى مثل المذكرات والسير الذاتية وغيرها من الأنواع… وعينا بأهمية الشيء يجعله ضمن أولوياتنا…
- شكرا بارك الله فيك.. من فضلك ماهي العناوين المهة التي تنصح بها مبتدئ المطالعة؟
اقتراح العناوين صعب… لكن أقول كل ما توفر بين يديك من روايات في هذه المرحلة… ثم بعدها يمكن الترشيح والتصنيف.
- كيف تتفرغ وقتك للقراءة رغم وجود المشاغل هل لديك وقت مناسب؟
أعتبرها ضمن المشاغل فقط، وأضعها ضمن الأولويات، فأجد بها الوقت المناسب مثل أوقات الانتظار، كما تكون أجمل فاصل بين مهمة وأخرى أحيانا…
- ما دور التحدّي وإثبات الذّات في بداياتك وانطلاقك؟ وهل كلّ الحوافز والمثيرات تؤتي نفس النتائج دائما؟ وللجميع؟ أم قد يكون العكس والنقيض ملجأ آخر للبعض؟
البيئة مهمة جدا في رسم المسار، ووجود التحديات والعقبات بجرعات مناسبة تحفز الإنسان ليثبت ذاته ويحققها، وقد تكسره وتحبطه إن زادت عن حدها… لا أعتقد أن توفر نفس الأسباب تؤدي لنفس النتائج للجميع بشكل متساو، لوجود تأثيرات وأسباب ذاتية فضلا عن الظروف الخارجية.
- نشكرك جزيل الشكر على ماتقدمه من درر، زادك الله علما ونفع بك الأمة.. سؤالي بسيط فقط كوني قرأت في سيرتك الذاتية المذكورة أعلاه.. مؤسّس بالشراكة لِمجمّع حَدبُون للإستثمار.. هل لك أن تدلنا على بعض الكتب التي استفدت منها في مجال الأعمال والاستثمار، طبعا التي قرأتها وأفادتك وتجدها مفيدة لمن هو جديد العهد بالمجال. ولك جزيل الشكر مسبقا.
السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا بك أخي الكريم…
أبرز الكتب في مجال الإستثمار والإدارة المالية هي كتب روبرت كايوزاكي والتي كانت انطلاقتي منها… ثم المقالات والدراسات في الإنترنت حول الموضوع… الموضوع متجدد ومتسارع لذا ينصح فيه بالمحتوى الإنجليزي الجديد.