بقلوب ملؤها المحبة وأفئدة تنبض بالمودة وكلمات تبحث عن روح الأخوة نقول لك أهلاً وسهلا بك أستاذ.. أهلا بك بقلوبنا قبل حروفنا بكل سعادة وبكل عزة.. أهلاً بك قلما مميزا وقلبا حاضراً..

  • كيف كان مسارك الدراسي (الثانوية، الجامعة، التخصصات،..)؟

المسار الدراسي كان عاديا كأي طالب متفوق بعلاماته وحسن أدائه… إلى مستوى الثالثة ثانوي حينما قررت خوض طريق مغايرة لما كان منتظرا مني ربما… تركت المدرسة بشكلها المعتاد ودخلت مدرسة أخرى بمنهج آخر وتخصصت في التصميم الفني ثم التسويق ثم إدارة الأعمال ثم الاستثمار.. ولا زلت أتعلم…

  • حدثنا عن تجربتك مع التعليم الذاتي.. ماهي الدوافع التي تجعلك تستمر وتتغلب على العقبات خاصة مع الانشغالات اليومية والبعد ربما عن الجو الدراسي.. وما هو الأثر الذي تركته في حياتك؟

عندما يرتبط التعلم الذاتي بحاجة ملحّة.. وعندما يكون ضرورة للإفلات من صداع الأسئلة التي تطرق الذهن طرقا.. ما نهتم به سيُصبِح أولوية وما يرقى للأولوية نجد له أوقاتا كثيرا لا مجرد وقت قليل..

  • النقطة التي أظن أني أشترك فيها مع أخي العزيز جابر أننا حاولنا أن نثبت أن النجاح والعمل والإنتاج ونفع الخلق ماديا ومعنويا لا يقتصر على الجُدر والقوالب والأنماط التي وُضعت لَنا (كالمسار الأكاديمي التعليمي مثلا الذي ينتهي بالدكتوراه)… لست أدعو إلى الثورة على ماهو موجُود وإن كان فيه الكثير الكثير مما ينبغي أن يُصحح ويُعدَّل ويُطوَّر … ولكن أقُول حقا: إن النجاح في الحياة وترك بصمات إيجابية في المجتمع؛ بل والعالَم أجمَع إن شاء الله يُمكن أن يكُون بُطرق أخرى أكثر كفاءة وإنتاجية وإبداعا وتحررا من النموذج المُصطنع الذي يُراد لنا، وأحسب أخي جابر جسد شيئا من هذا، ولكل في النهاية وأهدافُه وخُططه، نسأل الله تعالى التوفيق لك أخي جابر ولسائر الإخوة في مشاويرهم وأعمالهم.

أسأل الله أن يوفق الجميع للخير فالمجتمع بحاجة للجميع كل في ثغر من ثغوره وجبهة من جبهاته ومقام من مقاماته…

  • من هي الشخصية التي تأثرت بها كثيرا في مشوارك التعليمي.

الشخصيات كثيرة ولَم أتقيد يوما باسم معين ،فالقدوات ضرورية نستأنس بها ونستلهم من نقاط قوتها لا لنقلدها ولكن لنبدع ونحسن ونواصل…

  • استفساري عن سبل الموازنة بين العمل والنشاط الواقعي وبين نظيره الافتراضي، جهدا ووقتا، فقد شهدت لكم أستاذ بالتميز في كليهما ،أقصد بالعمل مطلق اللفظ من دراسة وعمل وقيام بشؤون الأسرة…

هي معركة ولعبة توازنات لازلت أكابد فيها وأجتهد… ربما سرها في التفويض والمرونة في الواقع… والقيام بدور واضح في الافتراضي وإلا ابتلعنا واستعبدنا… الأمر يحتاج لمراجعة وصيانة وإعادة نظر من حين لآخر.

  • بحكم تجربتك في التسويق والتجارة، بكلمات بسيطة .. كيف تفسر سوق العمل في مستقبل هذا البلد؟

الحل في تجاوز لعنة البلد والعمل بذهنية مبدعة لا ترى في الحدود الجغرافية عائقا… بالسفر الحقيقي والافتراضي… التقنية وتوفر المعلومة تتيح لنا التفكير خارج الصندوق!

  • ما هو الفرق بين ما كتبت في كتبك الرائعة والكتب التي كتبها دكتور باباعمي أنا أرى لكل طريقته الخاصة أفدنا من فضلك

أنت تجري مقارنة بين الثرى والثريا، لكل طريقته ومستواه…

  • ماهي النصائح التي تقدمها للكثير ممن أخفقوا في نيل شهادة الباكالوريا وأصيبوا جراءها باليأس وماهي الطرق التي عليهم أن ينهجوها في مواصلة مشوارهم التعليمي خارج المدرسة الكلاسيكية؟

النصيحة الوحيدة هي تغيير المنظار والنظارة للحياة… لا يعتبر مثقفا ولا واعيا ولا إنسانا يمكن لمجتمعه الاعتماد عليه من يرى في الشهادة مصيره… حتى الجنة لها عدة أبواب…

  • تجربتك في أفريقيا كيف كانت وكيف تقيمها وماذا استفدت منها؟

تجربة خاصة شكلت منعرجا نوعيا في حياتي إنسانيا وفكريا… اكتشفت جهلنا عن ذلك العالم واكتشفت فرصا كثيرة للعمل الخيري وحتى التجارة… هي رحلة عبر الزمن عدت فيها لعمق التاريخ ورأيت بعيني جزءا من حياة أجدادنا…

  • ما هو الجوهر الأساسي الذي ركزت عليه ومن خلاله حققت أهدافك …بكل جدارة واستحقاق …

نسأل الله أن يوفقنا لتحقيق الأهداف… أحاول ألا أغفل ولا أقصر في أية علاقة من علاقاتي في الحياة… عموديا وأفقيا… للأعلى والأسفل…

  • لعل المتغيرات كثيرة في مجال التسويق ماهي رؤيتكم المستقبلية للمجالات التي ينبغي التاجر أو المستثمر في الجزائر ان يقتحمه كمجال مربح ومفيد.

استعمال التقنية والإنترنت وقراءة التوجهات الحديثة من مصادرها… شعار المرحلة: تجدد أو تبدد..

  • كيف ومتى كانت أولى خطواتك للكتابة؟

أولى الخطوات في المرحلة الثانوية ثم مع طفرة التدوين الإلكتروني.. ولا زلت أتعلم، أحسن وقود للكتابة هي القراءة..

  • بودي أن تدلنا على أهم مصادر المعلومات الصحيحة لديكم لكي يكون الإنسان واعيا بما يدور حوله.. وخاصة قد نصحتمونا سابقا بتفادي “أخبار الشريط الأحمر”

مصادر المعلومة هي الكتب… منشورات مراكز الأبحاث والدراسات وفعالياتها..

  • الكل يشهد على نجاحك في ميدان العمل بالمقابل ما مدى نجاحك في إدارة البيت أم كغيرك من الناجحين يتركون شؤون البيت والتربية والأولاد لمديرة الشؤون الداخلية وأنت تتولى الإشراف وإن كان غير هذا أفدنا بتجربتك.

هذا السؤال يوجه لشريكة الحياة، لولاها لما حققت شيئا صراحة، نعم هناك أدوار نتقاسمها وشعارنا ومنهجنا هو نصيحة ذهبية تركها لنا جدي بعد حياة 80 عام مع جدتنا رحمهما الله: “إذا قالت هي نسكت أنا، وإذا قلت أنا تسكت هي”… نجتهد ونسأل الله التوفيق.

  • هل سفرياتكم تجارية استكشافية أو سياحية أو تعليمية؟

99% عملية تعليمية، 1% سياحية.

  • ما هو تعريف مصطلح البراندينج وأهميته في إدارة الاعمال، وماهي الحلول التي تقترحها وماهي المجالات الاستثمارية التي تراها مناسبة كحل لهذه الأزمة الاقتصادية؟ وهل هي موجودة فعلا؟ وكيف كانت بدايتكم السفر والتأليف؟

البراندينج باختصار هو علم وفن يهتم بالعلامة التجارية وسمعة المشروع في السوق وهو مهم جدا ومفتاح النجاح في إدارة الأعمال.

كل مجال استثماري فيه فرصة نجاح إذا اكتشفنا الوصفة المناسبة لها… التوجه الواعد حاليا هو التصدير والتجارة الدولية.

البداية مع السفر جاء أول مرة كجائزة لحفظ القرآن الكريم ثم انفرط عقد الأسفار.. 

التأليف جاء كنتيجة ومسار حتمي للقراءة وأعتبرني في بداية المشوار…

  • كيف تستطيع أن تعرف عن مشروع استثماري دون الدخول في دراسة الجدوى الاقتصادية أي يمكن للشخص الواحد أن يمتلك حدس المخاطرة فيها؟

دراسة الجدوى ضرورية والحدس قد يكون كافتراض فقط تؤكده الدراسات والأرقام وإلا صار تهورا ومغامرة فاشلة.

  • ما هي الخطوات الواجب اتباعها كي يتمتع الفرد بالشجاعة الأدبية ،سواء كانت فكرة أو إدارة، نقاش وسط جمع من الناس، و كيفية التغلب علي الارتباك و التخوف من عدم التوفق في الفكرة المرجوة إيصالها.

امتلاك الشجاعة الأدبية يأتي بالرغبة والمحاولة والممارسة والمرور بمحطات الفشل… باستعمال قاعدة الضفدع الأصم.

  • ماهي مراحل تألف الكتاب ونشره؟

مراحل تأليف الكتاب هي: الكتابة ثم التصحيح ثم التصميم ثم الطباعة ثم التسويق والبيع وهذا بالتعاون مع دار النشر والاتفاق معها بعقد يُبين العلاقة بينها والمؤلف.

  • عندما أكملت دراستك الأكاديمية وأردت التوجه إلى الحياة العملية أحسست بنوع من الضياع كما يحدث معي حاليا؟ وماهي النصائح التي تقدمها لي لأتجاوز هذا المشكل؟

مرحلة الشك والضياع تصيب أي شخص نسبيا خاصة في مفترقات الطرق وتعدد الخيارات… نصيحتي ألا تطيل البقاء فيها وعليك أن تقرر ثم تحسن وتطور وتراجع وتصوب..

  • ماهو أحسن مجال للاستثمار بالنسبة للشباب المبتدئين في الميدان؟

لكل مجال فرصه إن عرف صاحبه كيف يتعامل به… أنصح كثيرا بالبرمجة وما يتعلق بتقنية المعلومات.

  • هل يستطيع الإنسان أن يقول بأنه اكتفى من العلم؟
  • هل حان الوقت أن نحكم قبضتنا على الصناعة والخدمات كما حكمناها على التجارة في ظل التغيرات الكثيرة الراهنة؟
  • كيف لأي شاب أن يلج ميدانا من ميادين العمل، هل بالتكوين أم الرغبة وحدها تكفي؟

لا يمكن الاكتفاء من العلم ومن شك في ذلك ولو للحظة سيجد نفسه خارج نطاق التغطية..

المرحلة مرحلة إنتاج سواء على مستوى الأفكار أو الأشياء، ففي ذلك فوائد معنوية ومادية كثيرة.

التفوق في أي مجال يحتاج للرغبة وحسن التوجيه وتوفر الزمن والظروف الخصبة.

  • كثيرا ما نسمع بالقرن الواحد والعشرين هو عصر المعلومة وعالم المعرفة هل من تعريف وتفسير لذلك؟

سابقا كان الحصول على المعلومة يتطلب السفر والتنقل والجهد الكبير.. في عصرنا حدث انفجار معرفي وتوفرت المعلومة وصارت في متناول أي منا بالإنترنت ووسائط التواصل، فالذكاء ليس في الحصول على المعلومة وإنما إضافة لذلك أن تكون معلومة صحيحة وذات فعالية وتأثير إيجابي في حياتنا.

  • كيف نجحت في إعداد فرق عمل؟

ربما لا يعتبر نجاحا بعد، إلا أنني دائما ما أعتبر نفسي متعلما حينما يتعلق الأمر بتكوين فريق عمل، فلا أقنعهم بكونهم ضمن فريق أنا مديره بل أحرص على أن أكون فردا منهم وجنديا بسيطا ضمن الفريق… أشعرهم أنهم هم الأصل وأحمّلهم المسؤولية ليكونوا ذاتيين لا يعتمدون عليّ… الثقة والتوقع الايجابي والتقييم الفعال عوامل تفجر طاقات أي إنسان.

  • ماهي أهم العقبات التي تواجهها في تكوين فريق العمل؟

التوفيق بين أهداف الفريق والأهداف الشخصية لكل عضو فيه…

التعامل مع المستجدات كانسحاب عضو وسط الطريق…

إدارة سرية المعلومة وما يتعلق بتفاصيل العمل…

العثور على الكفاءة والفعالية والتفهم والتدرج… وهي عملة نادرة

  • هل وقعت لك خيبات أمل في بعض من كنت تتكل عليهم، وكيف تعاملت معها؟

نعم ولأكثر من مرة، إن كان عضوا بسيطا ضمن الفريق نعوضه أو نوزع مهامه بيننا… و إن كان له دور بارز في مشروع ما نحاول تعويضه وإلا أجلنا الفكرة لوقت آخر…

  • كيف تساعد مجتمعك في مجال تخصصك مع كل التحديات التي تواجهها ؟

أعمل وأجتهد ما استطعت لأساعد مجتمعي كرد للسلف والجميل الذي منحني إياه ولا يزال… أبواب المساعدة كثيرة جدا أهمها تقديم نموذج استثمار عملي للاقتداء نرفع به مستوى المجتمع ماديا ونتجاوز بذلك الكثير من الإشكالات الاجتماعية… نسأل الله السداد

  • ما مدى نجاح الإنتاج المحلي للألبسة في ظل اتخاذ الدولة قوانين جديدة فيما يخص الاستيراد؟
  • ما رأيك في الاستثمار في العملات الرقمية التي يقال أن لها مستقبل واعد وأرباح زهيدة فيما تنصحني وأنا على وشك التجربة والخوض في هذا الميدان؟ .

تصدير الألبسة مجال واعد جدا وهو التوجه المطروح بقوة حاليا، يشترط فيه مراعاة عدة تفاصيل منها الجودة والسعر وقوة الانتاج ووضوح مسار العملية من أولها لآخر بمنهج المناولة والشراكة…

العملات الرقمية هي المستقبل، هي في بداياتها والإحاطة بها ضروري جدا قبل الخوض فيها لأنها كالنظام المالي القائم لا تخلو من الصعوبة والاشكالات الشرعية التي وجب تفاديها… أنصحك بالتعمق فيها جيدا من مصادرها وفهم آلية عملها بدقة.

  • لنتكلم عن التسويق الإلكتروني، هل تستطيع منحي بعض النصائح؟

التسويق الإلكتروني توجه قوي يفرض نفسه مؤخرا… أنصح كل شاب بتعلم الانجليزية وأخذ هذا العلم الممتع من مصادره الموثوقة فلا زلنا على مسافة بعيدة منه رغم حاجة الشركات الكبيرة له.

باسم مجموعة “إنارن ن وغلان” إدارة وأعضاء ، نشكرك يا أستاذنا العزيز جابر حدبون على رحابة صدرك وصبرك مع أسئلتنا الكثيرة، بالرغم من انشغالاتك الكثيرة هذه الأيام… إلا أنك لبيت دعوتنا، ما أحوجنا إلى مثل هذه اللقاءات، حقا استمتعنا بهذا الحوار الثري الشيق، نأمل أن نستضيفك المرة المقبلة إن شاء الله صوتا وصورة على المباشر، كما نرجو أن تتحفنا بمنشوراتك القيمة وأن لا تغيب عن مجموعتنا الحبيبة.

فشكرا لك من القلب إلى القلب على جهودك المثمرة في سبيل تثقيف النشء، ونسأل الله عز وجل أن يجعلك دائما رائدا ومتميزا…

جزاكم الله خيرا… إلى لقاء آخر إن شاء الله.