حياة الإنجاز، وحياة الأحلام، فرق واضح بينهما، فإن كان الناس ينامون ليحلموا بما لذّ لهم وطاب، فإنّ الحكيم الفطن من آل على نفسه النهوض لتحقيق تلك الأحلام، وسار بروح الفعل، مدعّما بقوّة الإرادة ومعنى الإفادة والنفع لغيره.
الإنجاز ليس ذلك المشروع الضخم الذي يلفت إليه الأنظار، ويحرّك معه عجلة الإعلام هنا وهناك بالضرورة، إنّما من رحمة الله تعالى علينا أن كان حسابه لنا بنيّاتنا، وبركته تغشى خطواتنا المتواصلة المستمرّة وإن قلّت وصغرت، فالجوهر في معنى ما نفعل، لا في مظهره وشكله، وكلّ الإنجازات الكبيرة كانت يوما أفكارا وأحلاما صغيرة، نمَت نموّها الطبيعيّ بفعل التخطيط المحكم وتوفيق الله عزّ وجلّ، فبلغت ما بلغت.
لنكن أخي وأختي من المخلصين في نيّاتنا، ولنعاهد أنفسنا بأن نحيى حياة الإنجاز، ونترك كثرة الكلام، وإتقان الوصف دون نتاج أو حراك، فلا خير فينا إن خرجنا من هذه الحياة دون أثر، ولا فضل لنا إن متنا وصرنا في عداد المنسيين.