يحيا الإنسان حياته مجتهدا عاملا لكسب المال ثم إنفاقه، في عملية دورية آلية، وأثناء رحلته تلك يطرح أسئلة لنفسه وغيره، عن ذلك المال ودوره وعلاقته به، فهل هو وسيلة أم غاية؟ هل يسخره لخدمته أم يسخر نفسه خدمة للمال؟

هذه من بين الأسئة التي لا يكون جوابها بالقول وإنما بالسلوك والمعتقد حقيقة، فإن كان ذلك السائل ممن يتأثر بالمواعظ كثيرا يستهلكها ويلتهمها فغالبا ما تميل قناعاته للزهد فيه والبعد عنه اتقاء فتنته ومزالقه، أما إن غاب عنه ذلك الخطاب الروحي فسيفقد توازنه أيضا ويزيغ فهمه نحو المادية المتوحشة ليتحول إلى لقمة سائغة ينهشها المال.

دائما هناك درجة وسطى ومجال للمناورة داخل المتاح والمباح، وهذا ما يوفر له نوعا من الراحة النفسية والانسجام بين ما يعتقد وما يقول وما يفعل، فالمال وسيلة ضرورية للتمكن والتمكين، ولا تلتقي الجودة مع الفقر، ولا يلتقي التفوق مع الحرمان، فالعصر عصر إقامة النماذج المتكاملة روحيا وفكريا وماديا.

للمال قواعده وقوانينه، فهو لا يترك في يد من افتقد مفاتيحه وفقد الوِجهة، فهو توأم العلم لا ينفك عنه، وهو مرآة الفكر لا يغيب عنه، وإلا صدق من وصفه بالحطام ونعته بكل وصف دنيء رديء.

التطبيق العملي: ماهي علاقتك بالمال؟ وما مقدار أهميته لديك؟ لست مطالبا بإفشاء جوابك، ولكن حاور به نفسك.