الشهرة تلك الحالة المغرية التي يتمنى معظم الناس بلوغها، وهي نفسها الواقع المر الذي يندم كثير ممن يعيشه ويكتوي من حرارته، وبين من يطلبها ولم يجدها ومن يهرب منها ولا تفلته، تستغرب كل فئة تصرف الأخرى، وتطرح المزيد من الأسئلة محللة متأملة.

الشهرة ضريبة التميز والمواقف منها تتباين بين من يرى فيها وسيلة للتمكن وبث أفكار يراها هادفة أصيلة، وبين من لا ينظر إليها إلا من باب تحقيق الذات وإشباع الرغبات فيتصور نفسه ملكا يخدمه الجميع ويجتهدون لإسعاده ولو على حساب تعاستهم، ومن يتصور المسألة استغلالا وتوظيفا لمكبوتات داخلية يجد النجومية متنفسا في إشراقه وتألقه.

للشهرة مسالك عدة لا يأمن فيها صاحبها العقبات، تبدأ من أضيق الدوائر لأوسعها جغرافيا وتمتد للتاريخ كذلك، فالعالم تحكمه النماذج الفعالة وتسيطر عليه، وبمقدار تعبها واجتهادها في تسلق سلم الشهرة تأتي النتائج بعدها قوية عميقة في بث فكرها وتمكين نفسها كمرجعيات سريعة الانتشار تكرس عادات وأفكار وتنافس فيها أهلها في عقر دارهم.

لكل عاقل أن يميز الطيب من السيء في الشهرة، وكيف أنها تستلزم ظروفا معينة لتنمو طبيعيا، وإلا فأي قفز على الحواجز وتخطّ للسنن وإغفال لمتطلبات وشروط محددة سيؤدي لنتائج لا تشرف بل تعزز الآلام وتهدم الآمال.

التطبيق العملي: ما مقدار شهرتك؟ وماهي دائرة انتمائك التي تستهدفها؟ انطلاقا من نفسك للعالم جغرافيا وفي التاريخ؟ إجابتك لنفسك فقط خاطبها وسائلها.