ادرس جيدا لتعمل جيدا، أو افهم ما حولك جيدا لتحصل على فرصة أفضل في العمل، هكذا يُنصح الشاب وهذه هي وصايا المجتمع لأبنائه عموما، وبين من يتصور أن العمل قيمة وواجب تجاه غيره دون اعتبار للمردود المالي، ومن يراه فرصة للارتقاء المادي والمعنوي معا، تتداخل المفاهيم وتتراكم القناعات.

لو نبحث عن سبب عمل الناس وتكبدهم العناء والمشقة فسيكون الجواب الأبرز هو كسب المال والحياة الكريمة، وهذا منطقي كسبب ابتداء، لكن غير المنطقي هو أن يكون السبب الوحيد، فالخلل يكمن في اعتبار العمل بحد ذاته تكليف مؤقت سينتفي بانتفاء الحاجة إلى أثره، بينما الأصوب أن يغيّر الإنسان عمله لما هو أكثر راحة وأخف حملا لا أن يتوقف نهائيا حين تحقيق مصلحته.

يعمل الإنسان ليحقق قيمة مضافة، ويلبي حاجاته وحاجات غيره وينبغي له أن يتفنن في ذلك ويبدع، فما يأخذه كأجر حينها هو حق مشروع له، فهو في الحقيقة يعمل لأهداف معنوية أكثر من كونها مادية، وحتى إن بلغ مرحلة متقدمة من الثراء والاكتفاء فليس عليه أن يتوقف عن إسداء الخدمة لغيره لأن الأهم هو تحقيق حاجاتهم أيضا لا حاجته فقط.

الإنسان السوي لا يترك نفسه عرضة للفراغ، ولا يعتبر العمل الشريف دليل حاجة أو حكرا على من يخشى الفقر، فهو يعمل لأجل غاية نبيلة وسعادة يعيشها حينما يشاهد إنجازاته وآثاره، قد نتناقش طويلا في الطريقة ونبحث عن جواب “كيف؟” و”ماذا؟”، لكن ليس علينا أن نختلف في “لماذا؟”

التطبيق العملي: ماهي علاقتك مع العمل؟ وما هي أسباب اختيارك لما أنت عليه الآن؟ هل تحلم يوما بالتوقف عن عملك تحديدا أم عن العمل نهائيا؟ أسئلة لك وأجوبتها لك أيضا، لست مطالبا بمشاركتها.