التاريخ يحكي عادة إنجازات من سبق بعيون المعجبين، ويصف إخفاقاتهم وجرائمهم بأقلام وألسنة الخصوم، مصداقيته نسبية مهما ادعى واصفه، واحتمال المبالغة فيه وارد كما يحتمل الإجحاف.

للتاريخ دوره الهام في تعزيز الانتماء، وتأثيره في شحن العواطف وتوجيه الجهد بصفة جماعية لأي أمة تهدف لترك بصماتها في الحياة، هو الرابط المشترك الذي يرسم معالم الهوية ومقوماتها فرديا وجماعيا.

قد يوظف التاريخ بإيجابية وقد يستثمر سلبيا، قد يكون ذلك التوظيف عن إرادة وغالبا ما يأتي بدونها وبناء على قرارات ارتجالية تدفعها العاطفة ويقودها الحماس، مما يؤدي لخوض معارك بالوكالة عن أمم وحضارات اندثرت أو كادت منذ سنين وقرون.

استحضار التاريخ للاستئناس والاستفادة من محطات الفشل والنجاح هو منهج، وكذا عبادته وتأويله لتبرير الأخطاء فيه منهج آخر، أما استعراضه للبرهان على أفضليته على هذا الزمن فذلك منهج له رواده ومن يقتنع به كتابة وكلاما، وغيرها من المناهج التي تطرأ من حين لآخر.