هي خالة والدي وجدتي من الرضاعة، عاشت قرابة القرن من عمرها وصدقت فيها كل معاني الطيبة والألفة والبساطة والسخاء والإحسان وحازت وسام البركة في العمر باستحقاق.. توفيت بعد عمر حافل عاشت فيه كل ألوان الحياة وأشكالها..

لطالما ذكرتنا بطيف جدتي المرحومة، وأحاطتنا بكل الحب والود والاهتمام في كل زيارة لها أو إليها قد حظينا بها في صغرنا تحديدا.. وعند الكبر على قلة المناسبات.. ضحكاتها ودعواتها ونصائحها وهداياها الرمزية “تيفيرين” دائما لها ذوق خاص نادر لا تتقنه غير الجدات الحكيمات..

كانت ملهمتنا في حياتها مع زوجها المرحوم الحاج إبراهيم وعلاقتهما اللطيفة الجميلة، ولا أنسى ذلك اليوم الذي زرتها مع ابن خالتي نطلبها في أمر ما، وما إن دخلنا البيت حتى وجدنا زوجها في المطبخ الصغير، ولما سألناه عنها، أخبرنا بكل عفوية بغيابها في مهمة خارج البيت وهو يطبخ وجبة الغذاء في انتظارها.. مواقف ورسائل مثل ما شهدناه حينها قد لا ندرك قيمتها إلا عندما نعيشها حقا مع أزواجنا وأبنائنا..

لم تفقد خالتي شوشة ابتسامتها وإحسانها رغم تقدم العمر، وإن كنا نشعر بالتقصير تجاهها دائما لبعد المسافات وغفلتنا في مشاغل الحياة ومتاهاتها.. إلا أن اللقاء بأبنائها وحفدتها من حين لآخر خصوصا في المناسبات العائلية يخفف شيئا من لوعة التقصير.. وكل رجائي ألا تنقطع هذه الصلات والزيارات بغياب جدتنا وخالتنا المرحومة..

تعازي الخالصة لعائلتي الكبيرة.. لكل أحباب خالتي شوشة.. إنا لله وإنا إليه راجعون