كلما حلّت نسمات شهر رمضان الكريم لوّحت بعض وسائل الإعلام بسيف الاستهلاك محذّرة مخوّفة، حتّى صوّرت الشهر مصيبة تحلّ بالناس لتمتصّ أموالهم، وتردي بهم لمهالك الفقر والحاجة، وللأسف فما حيلة الإنسان الخاضع لسطوتها إلا الانقياد والرضا بالأمر الواقع…
تأملت في الظاهرة فوجدتها حقيقة أمرا خطيرا، ليس ذلك لمصدرها كمؤامرة خارجية، بل هي خلل ذاتي داخلي، فحملات الإعلام المغرض تشوّه المقاصد النبيلة للشهر الفضيل وتحوّله من لحظات إيمانية وفرصة للتسامي الفكري الروحي الإنساني لما فوق المادة، إلى حرب ضد وزارة التجارة من جهة ووزارة الشؤون الدينية من جهة أخرى، فترسم مستقبلا غامضا، وتجعل من الضيف الكريم غولا ثقيلا سيسوّد الليالي والأيام…
حينما استولت المادة على تفكير الإنسان جعلته حبيسها وضحيتها، فرمضان ليس للنهم والأكل والتسوّق، وإنما لتغيير النفس وصبغها بمعاني وقيم التسامح والرقي في سلم الأخلاق الإنسانية، لتواصل بنفس الوتيرة في باقي أيام العام…
فهل سيرشد الإنسان المسلم؟ والإعلامي المسلم؟ ليقدما صورة ناصعة نقية عن كنوز الإسلام لباقي البشرية؟ نأمل ذلك…
رمضان كريم… وكل عام وأنتم بخير… تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال…
- المقالة منشورة في مدونة أمل وفكرة.