قبل أيام وبينما أنا في جولة إلكترونية وحملة تصفية وفرز دورية أقوم بها في بريدي الإلكتروني.. مررت برسالة تحتوي على عرض لشركة أمريكية ذات حجم معتبر في السوق.. تقدم خدمات تقنية لأصحاب المواقع والمدونات.

وبما أنني قمت بالتسجيل في موقعهم قبل سنوات للاستفادة من إحدى عروضهم المجانية المحدودة بشهر تجريبي، انتهى الشهر وتوقفت الخدمة.. لكن عروضهم لم تتوقف عن التهاطل على بريدي الالكتروني مما جعلني كل مرة أفكر في إلغاء الاشتراك في نشرتهم البريدية التي صارت مزعجة حقا!

هذه المرة قررت إلغاء الاشتراك Unsubscribe.. قمت بتفعيل الاختيار أسفل الرسالة الإلكترونية وتم الأمر في ثوان.. كما هو الحال مع أي نشرة بريدية إلكترونية في الإنترنت ..

أتممت مهامي في المكتب وعدت للبيت.. وما إن مرت ساعة أو أكثر قليلا حتى رن هاتفي برقم جديد طويل.. المكالمة من أمريكا ومن نفس الشركة التي قمت بإلغاء متابعتي لجديدها..

بلغة لطيفة واحترام يعتذر الموظف ويستفسر عن سبب إلغاء اشتراكي وهل قاموا بإزعاجي برسائلهم.. وهل يمكن أن أقوم بالاشتراك في خدمتهم مقابل عرض خاص لي؟

انتقلنا إلى واتساب وكانت المحادثة شيقة ومفيدة وطويلة وعلى عدة جلسات.. توجت ببدء علاقة مهنية جديدة.. أقنعوني بالتعامل معهم رغم أني لم أكن عميلا كبيرا معهم.. تحولت من مجرد فضولي استهلك شهرا مجانيا ثم قام بإلغاء الاشتراك بعد عدة سنوات من الاطلاع على العروض.. إلى زبون جديد

هذه قوة المبيعات.. وسحر الاحترافية.. وذكاء الأعمال!