سعة الرزق وبركة العمر والذكر بعد أثر، من أرقى ما يرجو الإنسان ويطمح إليه، في مسار حياته واجتهاده في طلبها، ورضوان من الله أكبر، ومفاتيح ذلك موجودة وسبلها سالكة مفتوحة لمن خبر السرّ وفطن للسبيل، خطوات عمليّة بسيطة الفعل، قويّة وعميقة الدلالات والمعاني… صلة الرحم.

كثيرا ما تبعدنا مشاغل الحياة عن دوائر أرحامنا، الأقرب منها فضلا عن الأبعد، نكدّ ونجتهد في طلب بعض الأسباب المستعصيّة غافلين عن ما دونها عنتا وجهدا، فلا خير في من ضيّع حدود الله، وسعى في دنياه غارقا فيها، معرضا عن أبسط الحقوق، أو غافلا عن أدائها، فكيف يرجو بعد ذلك خيرا؟

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من سرّه أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه».

صلة الأرحام ميدان فسيح لعمل الخير، ومجال رحب لتحقيق قيم الإحسان والنصرة، فعلينا أن نحافظ على تلك العلاقة الطيّبة ونتذكّر أحبابنا من حين لآخر بمناسبة وبغيرها، مهما علت بنا مراتب الحياة أو نزلت، نزورهم ونسأل عن أحوالهم، نتفقّدهم إن طال عنّا غيابهم وأفل شعاعهم، ننل بركة دعائهم، وفضل صلتهم، ورضا الله تبارك وتعالى.

إن أدارت لك الحياة يوما ظهرها، وساء حالك واضطرب، راجع علاقتك بمن حولك، والديك، أسرتك، وجميع أرحامك، أصحابك ومن معك… فلا خير فيك إن عشت ما كتب الله لك وأنت قاطع رحم، ورسولنا صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لا يدخل الجنّة قاطع رحم»