جمعت هذه المرة عدة أسئلة مع أجوبتها كانت قد طرحت عليّ في حسابي على موقع Ask وتبعا للحلقات الثلاثة السابقة أواصل في هذا العدد الجديد، فأفيدوني بآرائكم وجهات نظركم…
1- مرحبا أستاذ.. أحيانا أعود إلى تصاميمي القديمة فأعجب ببعضها وأضحك كثيرا من ذوقي في البعض الآخر.. ماذا عنك؟ 🙂
- نعم هي حالة طبيعية نظرا لتطور المستوى أو ربما حتى تراجعه أحيانا، نفس الشعور يتملك الكاتب، الشاعر، المحاضر، المدرب، المنشد… جميل أن يعود الإنسان كل مرة لنقطة البداية، يتفهم شعور المبتدئ ليزداد تواضعا، ويقيس مدى تقدمه فيشحن إرادته وعزمه من جديد.
2- أخي حابر سلام الله عليك: يشعر الإنسان أنه لا يشرع في عمل حتى يغادر لعمل آخر سأما منه أو تفريطا دون أن يتممه كيف يتم التخطيط لإتمام الأعمال وإتقانها لننعم بحلو الثمرة بعد حصادها مشكورا بارك الله فيك
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته… فعلا عدم إتمام المهام هو من أكثر الإشكالات شيوعا، وكانطلاقة نحو الحل فعلى أعمالنا أن تكون مترابطة، وفي شموليتها تصنع صورة متكاملة، أي ما يعبّر عنه بـ “السياق”، لا مجرد وثبات هنا وهناك. ومعنى ذلك أن تكون كل مهمة من مهامنا بعلاقة مباشرة بالتي قبلها، أي لا يمكن الانتقال إليها إلا بإتمام سابقتها.
وأنصح هنا بتقسيم المهمة إلى مراحل وعدم رؤيتها كقالب واحد يؤدي لاستصعاب الإتمام، فيظهر كجبل يستلزم تحملا كبيرا، فبين كل مرحلة وأخرى يتم تقييم ما فات والتفكير في ما هو آت، والعملية تحتاج لمجاهدة النفس وتكرار المحاولة حتى تصبح في حكم العادة والمألوف.
3- هل تشعرك اللايكات والتعليقات وحتى المشاركات في الفيسبوك بنوع من الغبطة والسرور أم تراها عادية لا تأثير لها؟
- بكل تأكيد فالكثير من الدراسات الإنسانية النفسية والاجتماعية تبين أن للإعجابات والتعليقات والتفاعل في شبكات التواصل الاجتماعي تأثير واضح إما سلبا وإما إيجابا، والموضوع للمزيد من البحث.
4- أحيانا أصادف أناسا في الفيسبوك ذوو مكانة ورجاحة عقل وحِلم في العالم الحقيقي يقومون في الفيسبوك بتصرفات تصل لحد السذاجة من اتّباع الخرافات والإشاعات كتغيير لون الفيسبوك وإذا بها فيروسات تنشر أشياء باسمه لا تتناسب مع شخصيته أو صداقات مشبوهة أو.. ماذا تنصح هذا النوع من الناس؟ شكرا لك 🙂
- نعم هؤلاء الناس موجودون بكثرة ولا شك أنهم يفعلون ذلك بحسن نية وعفوية في تسيير حساباتهم الاجتماعية، عليهم فقط تعلم المزيد من المهارات من المقربين إليهم سواء كانوا أبناء أو إخوة أو حتى معجبين وأصدقاء، فتصرفات بسيطة قد تؤثر كثيرا في سمعة الإنسان خاصا حينما يكون بمستوى اجتماعي علمي مرموق، وإن لم يستطع فعليه ألا يدخل هذا العالم أصلا حماية له ودفعا لمتاعب قد يجرها لنفسه.
5- من هو أكثر شخص مروج إشاعات تعرفه؟
- عديم الأخلاق والضمير، لا يقتات إلا بالفتن، وللأسف حاليا فيسبوك وتويتر ومايتبعها… من أكبر آلات نشر الإشاعات!
6- ما هي قيمة الكتابة كموهبة وكيف استغلها كمستقبل لي؟
- قيمة الكتابة الصادقة الهادفة لا يمكن تقديرها ولا قياسها، فهي مفتاح وشهادة وعلم ينتفع به، نقيّد بها العلم الذي نستفيده منه، ونمرر بها أفكارنا لكل العالم، وفيها مآرب ومنافع كثيرة لا يتسع المقام لتفصيلها 🙂
7- هل تعتقد أن المال يفسد الناس؟
- المال لا يفسد الناس، إنما إن كان من فساد فمن الناس أنفسهم!
8- مرحبا سيدي.. ما رأيك في الشركات والمؤسسات العائلية؟ وهل أنت فخور بمؤسستكم “إخوانك”؟… شكرا 🙂
- نعم فخور جدا… الشركات العائلية لها أبعاد كثيرة فإضافة للنجاح الاقتصادي هي نجاح اجتماعي وإنساني، وأكبر الشركات الناجحة في العالم عائلية، هذا إن أحسن القائمون عليها إدارتها طبعا.
9- ما دور الأم في أيام الامتحانات المصيرية للإبن؟ وكيف تتعامل مع عزوفه عن المذاكرة والمطالعة؟… شكرا جزيلا
- مرحبا… لعلمك فهذه الحالة منتشرة كثيرا ومتداولة، فلا داعي للقلق بداية، لعل أفضل وسيلة للأم في تعاملها مع ابنها هي تكريمه وتقديره عندما ينجز كما تفعل تماما حينما يخطئ، فنلاحظ المسارعة للعقاب في حال الإساءة والقيام بتصرف غير لائق، لكن كثيرا ما نغفل جانبا مهما وهو منح جائزة ولو رمزية حينما يقوم الابن يتصرف سليم أو إنجاز يستحق التقدير.
في حالة المذاكرة للاختبار فعلى الأم أن تبحث عن الأشياء التي يحبها طفلها بشكل كبير وتعده بها كجائزة إن هو راجع دروسه، وعليها أن تفي بوعدها، زيادة على تكريمه بعد ظهور النتائج، والأفضل أن تذكر الجائزة بعينها كأن تكون شيئا ماديا، أو منح رخصة استثنائية،، أو القيام برحلة لمكان يحبه ابنها.
مع التأكيد على عدم المقارنة بينه وبين أخ له أو ابن الجيران، مما سيولد حقدا وتعنتا بعدم القيام بالمهمة على خلاف الهدف من تلك المقارنة.
ربما بعد كل هذه الحلول سوف لن يمتثل الطفل، وفي هذه الحالة يمكن تذكيره بنتائج عدم المذاكرة وأنك ستكونين غاضبة عليه وسوف يفقد الكثير من امتيازاته (ويمكن تسميتها…). شكرا
10- السلام عليكم أخ جابر ممكن جواب في أقرب فرصة.. سؤالي عن تجربة أريد الحديث عن مشاركتي فيها بما تنصحني أتحدث؟ أريد طريقة منهجية للكتابة عن الموضوع وشكرا لك سلفا.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته… الكتابة عن التجارب الشخصية أمر جميل جدا إذ يضع القارئ أمام تجربة عملية واقعية عاشها الكاتب وهذا يوفّر له قابلية أكثر للاستيعاب والاستفادة، على شرط أن يجد في ما يقرأ متعة وجاذبية، ويحس بالصدق ويلمسه من بين السطور.
نصيحتي أن تجمع رؤوس أقلام عن الموضوع، وتصنف الأفكار إلى رئيسية وفرعية، فلكل موضوع محوره الرئيس وما حوله من نقاط مساعدة على فهمه، وللاستهلال دوره الكبير فحاول التركيز عليه وبذل جهد كبير فيه، فأحسن البدايات تبشر بأفضل النهايات، واحذر الأفكار المشتتة وما يجعل القارئ يضيع ولا يفهم المغزى منها والعلاقة بينها وبين أصل الموضوع.
أرجو أني قد أجبت عن السؤال ولو بشكل مبسط… شكرا
11- في رأيك وحسب مجتمعنا.. هل الأولى للخطيبة أن تكمل دراستها أم تتفرغ لأشغال المنزل علما أنه بقي لها عامين للزواج؟ وهل للخطيب أن يوججها أو يجبرها على شيء مما سبق؟
- أولا ما سأطرحه كجواب يعتبر رأيا وليس حكما أو قرارا، وذلك حسب وجهة نظري الخاصة للموضوع… أرى والله أعلم أن نحاول معالجة أمورنا بإيجاد حلول مبدعة إضافة للاحتمالين الواردين، فبإمكان الفتاة مثلا الدراسة والتكوين في أشغال المنزل بشكل متوازن وبناء على جهد في البرمجة الزمنية، فكلا الأمرين ضروريان لها لتعيش عصرها وتتفاعل معه إيجابيا، فهي ستربّي طفل المستقبل وليس الحاضر، وستكوّن الأسرة بتفاصيلها وجزئياتها، وبكلياتها وغاياتها.
أما عن الخطيب فمن الأفضل أن يكون هناك تفاهم وتفهّم بعيدا عن الإجبار، فلا وجود لهذه الكلمة في قاموس الحياة الزوجية فما بالك بمرحلة الخطبة؟!
الزواج انطلاقته توافق وتوازن، وفي مثل هذه الأمور تختبر الشخصيات، وتظهر بوادر النجاح أو الفشل، وعلى الطرفين التحلي بكثير من الحكمة والزرانة لتخطي هذه المرحلة القصيرة، لأن القادم أهم وأجمل وأفضل إن شاء الله. شكرا
12- في نظرك وحسب تجربتك.. ما قولك لمن يرغب في التوقف عن الدراسة الأكاديمية “الجامعة مثلا” بعد الباكالوريا للتكوين العصامي والعمل “ليس شرطا التجارة”
أؤمن بأن النجاح والرضا في الحياة لا يكون من طريق واحدة، وليس متاحا عبر مسلك وحيد، وأعتقد أن التفكير خارج المألوف يؤدي إلى مسارات ونتائج مبدعة وفريدة، رغم ما في القرار من مغامرة.. ليست كل الوصفات مناسبة لكل البشر، وليس ما أجمع عليه الناس صحيحا دائما بالضرورة…
إنما بشرط أن يكون الخيار مدروسا دراسة دقيقة، بتحديد الهدف والنتيجة المراد تحقيقها، وفي الأخير صاحب القرار هو من يتحمل كل مسؤولياته.. استخر واستشر وفي الأخير القرار قرارك!
13- ماذا يمثلان لك معهد الحياة وداخلية الحياة بالقرارة؟ ومن هو أفضل أستاذ تتلمذت عليه في المعهد؟ وما هي الطريق المثلى لرد جميل المعهد علما أني متخرج منه أيضا.
- هي مؤسسات عشت فيها فترة من أجمل فترات العمر، فيها تجسدت القيم النبيلة وتجلّت رأي العين ممن تتلمذت على يدهم وحتى من عاشرتهم وكانوا نعم الأصدقاء… هي أكثر من أن توصف ببضع كلمات، فالله وحده يعلم ما في القلب…
أفضل الأساتذة هم كثيرون، لا أود ذكر اسم معين فهم على قدر عال عندي من التقدير والاحترام، كانوا رائعين بتواضعهم ووّدهم وألفتهم، هم حقا أكثر من أساتذة…
رد الجميل له طرقه وسبله وهي كثيرة، ولا أجمل من الوفاء والإخلاص بزيارتهم من حين لآخر، والسؤال عنهم باستمرار، وكذا دعمهم بكل ما أوتينا معنويا وماديا… وفي كل ما ذكرت هناك تقصير فظيع مني على الأقل 🙂 شكرا لسؤالك فقد عدت بي لسنوات خلت… عشت فيها أياما لا تنسى…
يتبع…
وأنت لديك سؤال وتود أن تسأله؟ … يمكنك فعل ذلك [من هنا]