اهتز العالم أمس على واقعة شارلي ايبدو الفرنسية، واهتزت معها وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام تحليلا وتنظيرا، فتابعت الكثير مما قيل ونشر في هذا الموضوع ما بين مجرّم للحادثة ومبرّر لها، وما بين متعاطف وناقم، كما أن التخوفات قائمة من ردّات الفعل أو ما يصطلح عليه بالهزات الارتدادية كما يحدث في كوارث الزلازل.
في كل ذلك قيل لي ما رأيك حول ما وقع أم رضيت بما حصل؟ مع أن الصمت هنا ليس بالضرورة دليل على الرضا، وإنما لترك مساحة ومسافة للتفكير والاستيعاب أولا، فالحدث فعلا رهيب وكبير جدا، له دلالاته وما سبقه وما سيليه بالتبع، لذا فالعنوان الأبرز يمكن أن يكون: لا تعليق!!
من خلال قراءاتي لمن كتبوا وعلقوا وتدخلوا إعلاميا، علمت أن هناك فعلا أزمة في فهم وإدراك الواقع والوقائع، حتى الموازين ليست متكافئة بين تفسير هذه الظاهرة وغيرها، فالإنسان لم يعد في حالة تمكّنه من قراءة الأحداث بحقيقتها، بل كل ما في الأمر عبارة عن سلسلة حقائق مبتورة جمع بعضها يؤدي لنتيجة ما، وجمع الآخر لنتائج مغايرة، مما صرنا أمام وجهات نظر انتقائية لا تجيب دائما على كل الأسئلة.
بعيدا عن “شارلي ايبدو” فيبقى الإنسان المسلم أمام مهمة تبدو صعبة جدا ليرتقي -في نظر غيره- لنقطة الصفر أولا ثم يبدأ التفكير في مرحلة بناء تصور أجمل للدين الحنيف كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن ما يحدث اليوم أمامنا أبعد وأصغر من أن يمثّل دينا سمحا مثل الإسلام.
حزين فعلا لما وقع في العاصمة الفرنسية باريس، وحزني الأكبر أن مثل هذا يحدث دائما في أماكن أخرى من العالم لكن حجم التركيز الإعلامي ليس عادلا ولا متكافئا، علما أن الجريمة هي جريمة، والظلم ظلم، والإنسان إنسان!
- المقالة منشورة في مدونة أمل وفكرة.