كلما وفقني الله لإتمام إنجاز مهما كان صغيرا أو معتبرا – وفق معاييري الشخصية-، ألتفت حولي لأقيم التجربة وأحصي الأسباب المادية التي بسببها تحقق الهدف، والأمور الخاطئة التي علي تفاديها مستقبلا، كعملية بديهية سريعة عفوية ليس علي الإطالة فيها على حساب الانتقال لالتزام آخر والانطلاق في رحلة إنجاز جديدة..
عوامل النجاح قد تأخذ شكل النصيحة التي استفدت منها من خبير سبقت له التجربة، وقد تكون على هيئة مرجع أو كتاب أو مقالة مررت عليه في إحدى المطالعات أو اللقاءات أو المواقف العابرة، وقد تتجسد في تطبيق إلكتروني أو دليل استخدام، أو تتمثل في حسن اختيار الفريق الكفء أو الإنسان المتمكن من مجاله كشريك أو متعاون، وفي الأخير نجد أن أهم العوامل سببها الإنسان ومركزها الإنسان..
التراكم المعرفي يجعلنا دائما أمام فرصة التعامل مع منجزات غيرنا لنتخذها منصة إقلاع ننطلق منها لنرسم معالم إنجاز جديد لنا، وليس من الحكمة البدء من جديد دائما، وإلا فإننا لا نبرح مكاننا ولا نتحرك، وأمام الخيارات الكثيرة المتاحة أمامنا نجد أنفسنا ننتقي ونتنعم بالجودة كما نعاني من بعض الرداءة كذلك خاصة إن انخدعنا بمظهر شيء ثم وجدنا جوهره دون مستوى التطلعات والآفاق..
الإتقان في الإنسان قيمة ثمينة، والإحسان سلوك ذاتي ينبع من شخصية طموحة لا ترضى بالقيام بواجبها فقط بل تضفي عليه بصمة خاصة، والأجمل في ذلك أن يبذل إنسان إحسانه ويمضي، ثم يأتي من خلفه من يستفيد ويتمتع بما سخّره له مبتغيا في ذلك أجرا وثوابا، ومحققا شعورا ذاتيا بحلاوة الإنجاز..
شكري هذه المرة للعاملين المنجزين المتقنين، الذين لا يتعبون من بعدهم، هم لا يكتفون بالإتقان بل فوق ذلك يحسنون.. لكل أولئك الذين يسروا لنا السبيل، وخففوا عنا مشقة البحث، وكانوا نعم الملجأ والسند.. شكرا.. وشكرا.. وشكرا.. ?