يسعد الإنسان بالعطاء، ويستمتع بالإنفاق، يبتغي من وراء عطائه نتائج دنيوية، ويترقب من خلال إنفاقه مكاسب أخروية، وبين هذا وذاك يتنافس المتنافسون، وفي ذلك السبيل يتساقط المنهزمون..
لا يتخذ الإنفاق صورة واحدة، بل قد يتجسد مالا، وقد يكون معلومة، وقد يعتبر وقتا، وقد يتمثل جهدا وخبرة.. قد يأتي عن تخطيط وتحضير مسبق، وقد يكون عرَضا ومرورا.. قد يؤدي دورا بسيطا، وقد ينقذ حالة حرجة.. قد يتم بذلا وقد يحدث كرد للجميل..
الحياة مواقف ومحطات، يتداول فيها الناس أدوار العطاء والحاجة، لا تستقر على حال، ولا تثبت على وضع وحيد، الثابت فيها هو ذلك التباين بين مستويات الناس المادية والمعرفية، بشكل تظهر فيه الحاجة ويحدث فيه العطاء بسخاء.
كلما زاد العطاء زاد الثراء، وكلما حصل الإنفاق بإخلاص ترك أثرا وحقق مقصدا.. وما أكثر المنفقين وما أقل المخلصين.. من نأى بنفسه عن المن والأذى، وأدرك أن العبرة ليست بالقيمة المادية وإنما بالنية الصادقة والمعنى النبيل.
شكرا لكل منفق بذل ما عليه وانصرف.. أتم مهمته وتولى إلى الظل.. قام بواجبه واستمر في المسير غير منتظر.. هؤلاء قليلون نادرون.. لهم دعوات الخير والرحمة والقبول.. شكرا..