سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. الصديق العزيز البشوش حسن في ذمة الله.. خبر أليم نزل علينا اليوم كالصاعقة.. بعد صراع مرير مع مرض السرطان.. ورغم بصيص الأمل في المدة الأخيرة حين بشرنا باستقرار حالته إلا أن الله عز وجل برحمته وحكمته اختاره لجواره..

حسن مثال الصديق النادر الذي لا تغادره إلا وقد ضحكت كثيرا، وتحسن مزاجك وارتقى عاليا.. ذكي النكتة، خفيف الروح، ممتع المجلس.. نبيه في التحليل والاستحضار والاستنتاج.. صريح في إبداء الرأي لا يهادن ولا يداهن..

مر علي طيف الذكريات بصحبته منذ أكثر من خمس وعشرين عاما منذ أيام القرارة، مرورا بعدة محطات ثم في مرحلة عمله في مؤسسة تاونزة العلمية ببن يزڤن، حيث كانت النسبة الأكبر من وقت زيارتي حينها تمضي في مكتبه، نحكي في عديد الملفات والقضايا والكواليس فلا تخلو الجلسة من تعليقاته الظريفة الطريفة..

حزنت كثيرا لمرضه وكنت أمني النفس في تحسنه، وكم تأثرت حين التقيت به قبل بضعة أشهر وقد بدت عليه ملامح التعب وأنهكه المرض، وفي كل حواراتنا ومراسلاتنا يعدني أنه سيزورني بعد شفائه..

رحمك الله عزيزي حسن وأسكنك فسيح الجنان وألحقنا بك بعد ما شاء الله من العمر، ونسأل الله البركة في أهلك وذريتك.. نم قرير العين فقد تركت بين معاشريك الذكر الحسن وبين محبيك الأثر الطيب.. وسيبقى اسمك خالدا في كل مشروع أسهمت فيه وكل مبادرة كنت قائدها..

هذا سبيل الأولين والآخرين.. إنا لله وإنا إليه راجعون


صديقي المرحوم حسن نال شهادة الدكتواره في علم النفس مطلع العام 2024، وكان يشغل منصب مدير الموارد البشرية في مدرسة تاونزة العلمية بغرداية، كما تقلد عدة مناصب اجتماعية ومهنية في عدة مؤسسات خيرية.