شكلت لدي الكتابة -ولا تزال- أحلاما ممتعة منذ أن بدأت ربط الحروف وصياغة الكلمات عبر تدرجي في سنوات المدرسة الأولى، ثم تطورت العلاقة شيئا فشيئا وكبرت من محطة لأخرى حتى صارت اليوم أكثر من مجرد هواية أمضي بها أوقاتا أرفه فيها عن نفسي، فهي متنفس وروح تماما كالماء للحياة.
ومع تأسيسي لهذه المدونة -كمشروع- كنت أرسم خطي المنهجي بكل فكرة أدونها، ومقالة أنشرها، وحوار أتشرف به مع قارئ يغمرني بنقده وإثرائه الهادف، ولقاء أبتهج فيه بمشاركة تجربتي الفتية لمن هو مهتم باكتشاف أسبابها وأسرارها.
إلا أنني فيما مضى كنت من حين لآخر أشعر بنوع من الجفاء مني تجاه مدونتي التي احتضنت “خربشاتي” وصقلت مواهبي وقامت بدور المدرسة صابرة أمام تلميذ كسول تارة، ومماطل تارة أخرى، لكوني كل مرة أمنّي النفس بأداء أفضل وأقوى كما وكيفا إلا أن الواقع يحكي غير ذلك، فأحصي بضع مقالات يتيمة طيلة عام كامل!!
نعم ليست هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالذنب كما يحدث الآن، لكني كنت أهوّن الأمر ببعض المبررات السطحية كالارتباطات المهنية، والانشغال على إتمام مشاريع تأليف أخرى -وهي فعلا كذلك-، كما لاستنزاف شبكات التواصل الاجتماعي الكثير من الأوقات على حساب إنجازات أهم وأكبر، رغم كل الادعاءات التي قد تبدي غير ذلك مكابرة وتجاهلا.
وما زاد من حزني وفرحتي معا أكثر هو اهتمام القراء والباحثين والأساتذة لأمر المدونة أكثر مني، فهم لحرصهم مشكورين ما فتئوا يسألونني ويراسلونني عن نيتي في المواصلة والكتابة أو رمي المنشفة كما فعل الكثير من قبلي، فكنت أطمئنهم بعزمي على بدء عهد جديد ومرحلة أخرى…
هذه المرحلة الجديدة هي ما أنوي المضي فيها مع مطلع هذا العام المبارك إن شاء الله 2016، فعمليّا أفضّل التخطيط لآجال محددة ثم تقييم تلك المرحلة تقييما صارما لقياس الأداء ومتابعة مؤشرات النمو ونتائج التقدم أو التأخر.
بداية قررت هذا العام -إن شاء الله- أن يكون التحدي هو نشر 47 مقالة، بما أن هذا المقالة هي العدد 0، أي بمجموع 48 مقالة، بمعدل مقالة في الأسبوع، و4 مقالات شهريا، إضافة لإتمام مؤلف حول رحلاتي وأسفاري والذي أستمد أغلب مادته العلمية من محتوى المقالات المنشورة هنا سابقا مع تعديلات وإضافات أخرى تخدم فكرة الكتاب.
وكنوع من التفصيل والدقة أكثر، فسيكون ثلثا المقالات المنشورة هنا عبارة عن مقالات حصرية للمدونة، فيما يكون الباقي مشاركة في مواقع ومجلات عربية.
عن الفئات والتخصصات، فسأواصل في نفس التصنيفات المتوفرة حاليا، مع الميل أكثر للمقالات التي تعالج مجال الإدارة والأعمال، بحكم تجربتي الممتدة ل 10 سنوات (2006-2016)، فأشعر أن هناك ما يمكن أن أشاركه كتجارب خاصة علّي أفيد بها، والأكيد أني سأستفيد.
سيشهد أيضا عام 2016 إن شاء الله تنظيم مسابقة “نوعية” في المدونة، سأخبر عن تفاصيلها لاحقا، وأحاول أن تكون بالشراكة مع جهات أخرى.
أخيرا أرجو أن تستعيد المدونة بريقها الذي عهدته في سنوات مضت، وأذكر دائما أن الاقتراح والإبداع مفتوح للجميع، فأشيروا عليّ بأفكاركم وإبداعاتكم، ولكم مني كل التقدير والامتنان.