مرت سنة أخرى حاملة معها ما حملت، تعلّمت فيها بعضا مما كنت أجهله فيما قبلها، تعثرت ووقفت، حقّقت جزءا من أحلامي، اقتربت من بعضها.. أخطأت.. حاولت.. عدّلت.. أجّلت.. تخلّيت عن أفكار وقناعات.. تبنّيت غيرها.. ولا زال المشوار مستمرا..

  • عام لا يمكن وصفه في كلمات.. لا أقدر على تتويجه بعنوان معين، ولا أستطيع أن أسمه بوسم محدد.. هو عام التحديات والخطط البديلة والأصيلة.
  • عام أحمد الله كثيرا على تفوقي فيه على نفسي التي أنافسها وأتحداها كل مرة.. هو عام أفضل مما سبقه.. أحسن وأجمل.. رغم ما شابه.. ورغم كل ما قاوم فيه روح التقدم والتوسع.. مر خفيفا غزيرا وكانت نهايته رائعة لا توصف. عام لم يشذ عن القاعدة.. الأصدقاء الحقيقيون هم أنفسهم باقون على الحب والوفاء.. حزت فيه على علاقات جديدة نوعية نادرة جدا.. بينما كان مناسبة تساقط المزيد من المتسلقين.. وابتعاد المزيد من المزيفين.. وانسحاب المزيد من الانتهازيين.. غير الذين افترقنا بود وإحسان بعد أن جمعتنا علاقة عمل.
  • عام علّمني محذرا أن أصعب مهمة وأعقدها هي منح الثقة لمن يستحقها.. هي أشبه بمجازفة ومغامرة في واقع موبوء يصعب فيه تمييز المعايير وقراءة المؤشرات بدقة.
  • عام رأيت فيه أجمل صحبة وأروع فريق عمل.. ما كنا لنحقق شيئا لو لم نكن معا.. القادم أجمل.. وما ينتظرنا أكثر بكثير مما مضى.
  • عام بلغت فيه صفحتي سقفها من عدد الأصدقاء، وحوالي ألف مهتم متابع.. صداقة ومتابعة افتراضية لا أستهين بها.. ولا أعلق عليها آمالا أكثر مما تستحق.. حسبي أن من فيها ممن يحفظ الود ويقدر العلاقة.. لا يتعدى.. لا يلمز.. لا ينافق.. لا يؤذي.. أما من انسحب تحت أي ظرف فله ذلك مشكورا.. تاركا وراءه فسحة لغيره ممن يستحقها.
  • أملي من العام الجديد أن تتواصل مسيرة التعلم والتكوين والإنجاز.. ملتزما تجاه أسرتي.. مصاحبا كتبي.. مستمتعا بمهامي.. ساعيا في أسفاري.. مجتهدا في واجباتي.. متنازلا عن بعض حقوقي.. مسددا مقاربا.
  • عام أحتفظ فيه بتفاصيل أحلامي.. وأتحفظ عن البوح بها.. إن كتب الله لي فيه عمرا سأبذله في سبيله.. وإن توفاني فهذه صحيفتي.. وذا أثري.. ولا أجمل لي ولا أحوج من دعواتكم لي حيا وتحت التراب.

كل عام وأنتم بخير⁦