تتوفر الفرص باستمرار وتأتي دون موعد وتغادر سريعا، كأنها تختبر استعدادنا ومدى قدرتنا على اقتناصها، تكتشف مهاراتنا في التفعيل أو تفوقنا في التنظير دون جدوى ولا أثر.

الفرص الاستثمارية المغرية بيئة خصبة للمتهورين، تستفز من يحمله جشعه أو يدفعه الطمع، ترمي به في مواقف حرجة، تُخيّره بين الإنصات لنداء العقل أو الميل نحو همس القلب، تطالبه بالقرار سريعا، تخبره أن الفرصة مستعجلة إن ذهبت لن تعود.

الاستثمار الناجح هو ما اعتمد على المغامرة لا التهور، دراسة احتمالات النجاح والفشل لا الارتماء دون تفكير، فإن كان الإقدام عن وعي جاءت النتائج مرضية مريحة مهما كانت، حينها يتحمّل صاحبها مسؤولية قراره ولا يحمّلها أحدا غيره.

على المستثمر في أول المشوار أن يميل نحو التحفّظ أكثر من المخاطرة، باغتنام الفرص المألوفة الواضحة ولو نتجت عنها أرباح غير مقنعة، فالعبرة بالتعلم واكتشاف منطق السوق بأخف الخسائر.

ثم بالخبرة وتراكم الثروة وتوفر البدائل وتعدد المداخيل، يفتح الباب أمام المغامرات والتهور، يرفع بذلك نسبة الإقدام تدريجيا بما يوافق مستواه أو أكثر قليلا.

لا وجود في الواقع لفرص لن تعود، ولا لعروض مغرية حصرية لم يسمع بها أحد من قبل، وإلا فما الذي ميّزنا لتصل إلينا بتلك المثالية بينما غفل عنها من هو أكثر مالا وخبرة ومعرفة واطلاعا؟