التجول بين أروقة المعارض عموما يمنحني كل مرة شحنات من الإلهام، وفرصة التأمل في ديكورات الأجنحة بغض النظر عن محتواها، تأسرني تلك الألوان المتناسقة، وتسحرني الهوية الفنية والبصرية التي بنيت عليها.. لا أملّ منها.. ولا أشبع..
هذا الشعور يتضاعف أكثر عندنا يكون المعرض للكتاب، ففضلا عن الشكل، أجد المضمون كذلك.. من عناوين وأغلفة وأسماء مؤلفين أبدعوا وأتقنوا.. هنا يبلغ الاستفزاز أوجه وكأن الكتب تتحدث معي.. تغازلني وتغريني باقتنائها.. بل بعضها يهمس لي أن احملني وألق نظرة علي فقط، لكن ما إن أمسكه في يدي حتى يرفع سقف مطالبه ويلح علي بامتلاكه.. ألتفت إليه وإلى صاحب الجناح وهو بسرعة يذكر لي ثمنه.. وعملية تحويل العملة جارية في ذهني.. ثم بهاتفي.. ولا أشعر بنفسي إلا والكتاب يغمز لي مبتسما منتصرا وهو يتدلى من يدي داخل كيس ورقي أنيق رفقة غيره مما سبق..
يكتسب معرض الكتاب ألقه وبريقه من كونه فرصة لاكتشاف الجديد في عالم التأليف والطباعة، واللقاء بالأصدقاء والمهتمين، وحضور دورات وندوات مرافقة في شتى الفنون الثقافية والفكرية.. وأجمل ما يمتاز به معرض الكتاب في سلطنة عمان هو الهدوء، وقوة التنظيم، وتلك الفخامة والخدمات الراقية كمزار سياحي معرفي أدبي ثقافي..
فعلا معرض الكتاب مرآة عاكسة للمشهد العام للدولة.. من أدق التفاصيل إلى أبرزها.. ولكل عينه التي يرى بها.. وعقله الذي يميز به.. وقلبه الذي يعجَب به..
من معرض الكتاب في سلطنة عمان في مدينة العرفان، بمركز المعارض والمؤتمرات الجديد.