في دراسة علمية اطلعت عليها قبل سنوات حول تأثير الألعاب الإلكترونية مثل (GTA) على سلوك من يلعبها، توصل فيها الباحثون إلى أن اللعب الافتراضي وارتكاب الجريمة تلو الأخرى في جو من المتعة والترفيه والمنافسة يؤدي بنسبة كبيرة لقابلية وإمكانية تنفيذها واقعا دون أي مقاومة داخلية..

أي بتعبير آخر يكسر لاعبها طفلا كان أو كهلا.. كل الحواجز النفسية التي تحول بينه وبين تلك الجرائم (القتل، السرقة، الجنس..) ويحدث له نوع من الإلف والتعود عليها يؤدي للرغبة للتنفيذ الواقعي، فضلا عن تحفيز العقل ليجد لها مبررات تخفف عنه ما قد يجده تجاهها من تأنيب الضمير.. كالتفسير بالدفاع عن النفس أو تصفية العالم من الأشرار في نظره (وهم كل من يخالفه فكرا وعقيدة).. وهذا ما تعاني منه كل الأديان والعقائد دون استثناء للأسف!

أمام ما حدث اليوم في حادثة نيوزيلاندا أقف حائرا من تطابق الحالة، خاصة بعد مشاهدتي لمقطع الفيديو الفظيع الذي ظننت لوهلة أنني في إحدى فصول اللعبة المذكورة وما يشبهها..

الحقد والكراهية شحنة سلبية وبرميل مكدس بوقود سريع الاشتعال.. لم يعد تنفيذ الجريمة مهمة صعبة تتطلب إقناعا وجهدا مضاعفا.. في حضور هذه الألعاب الخطيرة التي تغسل الدماغ وتخرب السلوك وتهدم القيم.. وتخرج يوميا آلاف المجرمين افتراضيا في انتظار انتقالهم للواقع بأبسط شرارة!

الإرهاب لا دين له.. تعازي الخالصة لكل الضحايا والأبرياء وأهلهم في العالم!