السير في الظلماء من أسوأ الأحوال، والإقدام دون دليل أو خط مسار مضيغة وطرق لباب الأهوال، هكذا حياة بعض منا، وبمثل هذا المنهج تعيش فئة من الناس، حاجتهم ما كانت في مأكل أو مشرب أو ملبس، إنما في مرجعية يقتفون أثرها، ومثال يحتذون به.

نجد أنفسنا حيارى أحيانا في ما نقرر حيال هذه القضية أو تلك، وأي المواقف نتخذ ونتبنى، فالناس مستويات بعضهم لا تخوله قدراته للتمييز بين الخيوط المتشابكة كل مرة، فإن أحسن في إحداها أخطأ في غيرها، وهذا ما يقع لأمة أو مجتمع حينما يختل ميزان قيادتها، فتختلط عليها موازين الأولويات، تشغل نفسها بالتوافه أحيانا وتغفل الأهم، وهذا نتاج حالها في ظل غياب مرجعية تحفظها وتصرف عنها ما يتهددها.

وما يكون في المجموع ينطبق على النفس الواحدة في هذا السياق، فلنتخذ لنا قدوات نستنير بها في ظُلم الحياة، أشخاص أو هيئات علمنا فيها الصلاح فارتحنا لفكرها ومنهجها، نتبع إن رضينا منهم خيرا، ونطيعهم ما داموا في طاعة الله ماضون ويهديه متمسكون.

اتباع المرجعية لا يعني مهاجمة مرجعيات غيرها، إنما الاطلاع مفيد ومطلوب، فالثقافات تتكامل، والمعارف تتراكم، وحاجة الأمة حاليا للتقريب أكثر من أي وقت مضى، فلا تكون قدواتنا سببا لشقاقنا، ولا نجعل من سوء اتّباعنا سبيلا لخلافنا، ولا سبيل في عالم متشعب متسارع الخطى إلا الاحتماء بقدوات ناضجة حكيمة، والامتثال لمرجعيات قوية راسخة معاصرة ذات روح مجددة.

ما أهلك الناس غالبا إلا قياداتهم، وما أحياهم إلا ولاة أمورهم، فلنختر ولاة أمورنا تتصلح بذلك الكثير من جوانب حياتنا وآخرتنا.

كيف تختار قدواتك وتطمئن لمرجعياتك؟