لا تخلو الحياة من التواصل والعلاقات، منها ما كان مؤقتا ومنها ما بها طال الزمن، ففي الصغر يبدأ التعامل داخل الأسرة مع الوالدين والإخوة والأخوات، ومع الأقارب والأحباب، وفي الحي يكون الاحتكاك بأبناء الجيران وما جاورهم، وفي المدرسة نلتقي بطلبة وأساتذة وإداريين ونعيش معهم وقتا ليس باليسير، وخارجها نتعامل ونتواصل مع التاجر والسائق والراكب معنا في الحافلة، أو الواقف في الطابور أو مجرد إنسان كتب الله لنا موقفا معه.

تتسع الدائرة وتضيق عند كل منا، ففي حال الأسفار تكون الدائرة أوسع، وحتى في التواصل الإلكتروني تتسع وتتسع بشكل أكبر، فتارة نحسن وأخرى نسيء الفهم، فتصدر منا تصرفات خاطئة تحتاج منا للتأسف، منها ما أتيح لنا فيها فرصة الاعتذار، ومنها ما فارقنا فيها من ظلمْنا دون أن نصحح الوضع أو حتى نسعى لذلك.

فنحن كبشر معرضون للخطإ في حق من حولنا سواء عن عمد أو غير قصد، فلهؤلاء جميعا نطلب العفو، ونلح فيه، وكم من موقف صعب حرج صرنا إليه، شعرنا أنه نتيجة تقصير في حق الغير يوما ما، ولا يشعر بذلك في تلك اللحظة إلا من فعلها واقترفها.

لكل من أسأتُ إليه يوما، ولكل من أصابه مني أذى أو شبه ذلك أعتذر وأتأسف، فرجائي في عفو وتجاوز، وأملي في صفح وتنازل، وما كان لي في ذلك أيضا فعلى الكل عفوت، والجميع سامحت، فاللهم اجعل نياتنا خالصة مخلصة لوجهك الكريم، ولا تجعلنا ممن يبيت في قلبه ذرة حقد على أحد.

ما موقفك من تقصيرك في حق الغير؟ وهل تسعى لكسب العفو ممن آذيت؟